فتوح البلدان (صفحة 360)

يكن يومئذ الأزد بالبصرة ولا عَبْد شمس، قَالَ فانضم إِلَى الأساورة السيابجة وكانوا قبل الإِسْلام بالسواحل وكذلك الزط وكانوا بالطفوف يتتبعون الكلأ فلما اجتمعت الأساورة والزط والسيابجة تنازعتهم بنو تميم فرغبوا فيهم فصارت الأساورة في بني سَعْد والزط والسيابجة في بني حنظلة فأقاموا معهم يقاتلون المشركين وخرجوا مع ابن عَامِر إِلَى خراسان ولم يشهدوا معهم الجمل وصفين ولا شيئا من حروبهم حَتَّى كان يوم مَسْعُود، ثُمَّ شهدوا بعد يوم مَسْعُود الربذة، وشهدوا أمر ابن الأشعث معه فأضربهم الحجاج فهدم دورهم وحط أعطياتهم وأجلى بعضهم، وقال: كان في شرطكم أن لا تعينوا بعضنا عَلَى بعض.

وقد روي: أن الأساورة لما انحازوا إِلَى الكلبانية وجه أَبُو موسى إليهم الزبير بْن زياد الحارثي فقاتلهم، ثُمَّ أنهم استأمنوا عَلَى أن يسلموا ويحاربوا العدو ويحالفوا من شاءوا وينزلوا بحيث أحبوا، قَالُوا: وانحاز إِلَى هؤلاء الأساورة قوم من مقاتلة الفرس ممن لا أرض له فلحقوا بهم بعد أن وضعت الحرب أوزارها في النواحي فصاروا معهم ودخلوا في الإِسْلام.

وقال المدائني: لما توجه يزدجرد إلى أصبهان دعا سياه فوجه إِلَى اصطخر في ثلاثمائة فيهم سبعون رجلا من عظمائهم وأمره أن ينتخب من أحب من أهل كل بلد ومقاتلته، ثُمَّ اتبعه يزدجرد، فلما صار باصطخر وجهه إِلَى السوس وأبو موسى محاصر لها، ووجهه الهرمزان إِلَى تستر فنزل سياه الكلبانية، وبلغ أهل السوس أمر يزدجرد وهربه فسألوا أَبَا موسى الصلح فصالحهم فلم يزل سياه مقيما بالكلبانية حَتَّى سار أَبُو موسى إِلَى تستر فتحول سياه فنزل بَيْنَ رامهرمز وتستر حَتَّى قدم عمار فجمع سياه الرؤساء الَّذِينَ خرجوا معه من أصبهان، فقال: قَدْ علمتم بما كنا نتحدث به من أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015