فتوح البلدان (صفحة 267)

مثل وزن ما يقلع فلا تمتنعوا منَ الحفر فانفقوا عَلَيْهِ حَتَّى استتموه، فنسب ذلك الجيل إِلَى الحجاج، ونسب النهر إِلَى سَعْد بْن عَمْرو بْن حرام، قَالَ:

وأمرت الخيزران أم الخلفاء أن يحفر النهر المعروف بمحدود وسمته الريان وكان وكيلها جعله أقساما وحد كل قسم ووكل بحفره قومًا فسمى محدودًا.

فأما النهر المعروف بشيلى فإن بنى شيلى بْن فرخزادان المروزي يدعون أن سابور حفره لجدهم حين رتبه بنغيا من طسوج الأنبار، والذي يقول غيرهم أنه نسب إِلَى رجل يقال له شيلى كان متقبلا لحفره وكانت له عَلَيْهِ مبقلة في أيام المَنْصُور أمير الْمُؤْمِنِين، وأن هَذَا النهر كان قديما مندفنا فأمر المنصور بحضره فلم يستتم حَتَّى تُوُفِّيَ فاستتم في خلافة المهدي، ويقال: أن المَنْصُور كان أمر بإحداث فوهة له فوق فوهته القديمة فلم يتم ذلك حَتَّى أتمها المهدي رحمه اللَّه.

ذكر تمصير الكوفة

حدثني مُحَمَّد بْن سَعْد، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي عن عَبْد الحميد ابن جَعْفَر وغيره أن عُمَر بْن الخطاب كتب إِلَى سَعْد بْن أَبِي وقاص يأمره أن يتخذ للمسلمين دار هجرة وقيروانا وأن لا يجعل بينه وبينهم بخرافاتى الأنبار وأراد أن يتخذها منزلا، فكثر عَلَى الناس الذباب، فتحول إِلَى موضع آخر فلم يصلح فتحول إِلَى الكوفة فاختطها وأقطع الناس المنازل، وأنزل القبائل منازلهم وبنى مسجدها وذلك في سنة سبع عشرة.

وحدثني عَلِيُّ بْن المغيرة الأثرم «قَالَ حدثني أَبُو عُبَيْدة معمر بْن المثنى عن أشياخه، قَالَ: وأخبرني هِشَام بْن الكلبي عن أبيه ومشايخ الكوفيين قَالُوا، لما فرغ سَعْد بْن أَبِي وقاص من وقعة القادسية وجه إِلَى المدائن، فصالح أهل الرومية وبهرسير» ثُمَّ افتتح المدائن وأخذ أسبانبر وكرد بنداذ عنوة فأنزلها جندد فاحتووها، فكتب إِلَى سَعْد أن حولهم فحولهم إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015