ولا غرو إلا جوبها البيد في الدجى ... ومن دوننا وعن أشم وقور
تحن بباب القادسية ناقتي ... وسعد بْن وقاص عَلَى أمير
وسعد أمير شره دون خيره ... طويل الشذمى كأبي الزناد قصير
تذكر هداك اللَّه وقع سيوفنا ... بباب قديس والمكر عسير
عشية ود القوم لو أن بعضهم ... يعار جناحي طائر فيطير
قَالَ: واستشهد يومئذ سَعْد بْن عُبَيْد الأنصاري فاغتم عُمَر لمصابه وقال:
لقد كان قتله ينغص عَلَى هَذَا الفتح.
قَالُوا: مضى المسلمون بعد القادسية فلما جاوزوا دير كعب لقيهم النخيرخان إليها وبدأ في جمع عظيم من أهل المدائن فاقتتلوا وعانق زهير بْن سليم الأزدي النخيرخان فسقط إِلَى الأرض وأخذ زهير خنجرا كان في وسط النخيرخان فشق بطنه فقتله، وسار سَعْد والمسلمون فنزلوا ساباط واجتمعوا بمدينة بهر سير وهي المدينة الَّتِي في شق الكوفة فأقاموا تسعة أشهر ويقال ثمانية عشر شهرا حَتَّى أكلوا الرطب مرتين، وكان أهل تلك المدينة يقاتلونهم فإذا تحاجزوا دخلوها، فلما فتحها المسلمون أجمع يزدجرد بْن شهريار ملك فارس عَلَى الهرب فدلى من أبيض المدائن في زبيل فسماه النبط برزبيلا ومضى إِلَى حلوان معه وجوه أساورته وحمل معه بيت ماله وخف متاعه وخزانته والنساء والذراري وكانت السنة الَّتِي هرب فيها سنة مجاعة وطاعون عم أهل فارس ثُمَّ عبر المسلمون خوضا ففتحوا المدينة الشرقية.
حدثني عَفَّان بْن مُسْلِم، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا حصين، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو وائل، قَالَ: لما انهزم الأعاجم منَ القادسية اتبعناهم فاجتمعوا بكوثى