فتوح البلدان (صفحة 223)

عَمْرو بمصر يوم الفطر سنة اثنتين وأربعين ويقال سنة ثلاث وأربعين وولى عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو ابنه بعده ثُمَّ عزله معاوية بْن حديج فأقام بها أربع سنين ثُمَّ غزا فغنم ثُمَّ قدم مصر فوجه عقبة بْن نافع بْن عَبْد قيس الفهري، ويقال:

بل ولاه معاوية المغرب فغزا أفريقية في عشرة آلاف منَ المسلمين فافتتح أفريقية واختط قيروانها، وكان موضع غيضة ذات طرفاء وشجر لا يرام منَ السباع والحيات والعقارب القتالة وكان ابْن نافع رجلا صالحا مستجاب الدعوة فدعا ربه فأذهب ذلك كله حَتَّى إن كانت السباع لتحمل أولادها هاربة بها.

وقال الواقدي: قلت لموسى بْن علي رأيت بناء أفريقية المتصل المجتمع الَّذِي نراه اليوم من بناه فقال: أول من بناها عقبة بْن نافع الفهري اختطها ثُمَّ بنى وبنى الناس معه الدور والمساكن وبنى المسجد الجامع بها.

قَالَ: وبأفريقية استشهد معبد بْن العَبَّاس رحمه الله فى غزاة ابن أَبِي سرح في خلافة عُثْمَان، ويقال: بل مات في أيام القتال، واستشهاده أثبت.

وقال الواقدي وغيره: عزل معاوية بْن أَبِي سُفْيَان معاوية بن حذيج وولى مصر والمغرب مسلمة بْن مخلد الأنصاري، فولى المغرب أَبَا المهاجر مولاه فلما ولي يزيد بْن معاوية رد عقبة بْن نافع عَلَى عمله فغزا السوس الأدنى وهو خلف طنجة وجول فيما هناك لا يعرض له أحد ولا يقاتله فانصرف ومات يزيد بْن معاوية وبويع لابنه معاوية بْن يزيد وهو أَبُو ليلى فنادى: الصلاة جامعة، ثُمَّ تبرأ منَ الخلافة وجلس في بيته ومات بعد شهرين، ثم كانت ولاية مروان بْن الحكم وفتنة بْن الزبير [1] ثُمَّ ولى عَبْد الملك بْن مروان فاستقام له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015