فتوح البلدان (صفحة 206)

من يليهم منَ الرعية، وغلب إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل بْن شعيب مولى بني أمية عَلَى جرزان، ووثب سَهْل بْن سنباط البطريق عَلَى عامل حيدر بْن كاوس الأفشين عَلَى أرمينية فقتل كاتبه وأفلت بحشاشة نفسه ثُمَّ ولى أرمينية عمال كانوا يقبلون من أهلها العفو ويرضون من خراجها بالميسور.

ثُمَّ أن أمير الْمُؤْمِنِين المتوكل عَلَى اللَّه ولى يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف المروزي أرمينية لسنتين من خلافته، فلما صار بخلاط أخذ بطريقها بقراط ابن أشوط فحمله إِلَى سر من رأى فأوحش البطارقة والأحرار والمتغلبة ذلك منه ثُمَّ أنه عمد عامل له يقال له العلاء بْن أحمد إلى دير بالسيسجان يعرف بدير الأقداح لم تزل نصارى أرمينية تعظمه وتهدي إليه فأخذ منه جميع ما كان فيه وعسف أهله فأكبرت البطارقة ذلك وأعظمته وتكاتبت فيه وحض بعضها عَلَى بعض عَلَى الخلاف والنقض ودسوا إِلَى الخويثية وهم علوج يعرفون بالأرطان في الوثوب بيوسف وحرضوهم عَلَيْهِ لما كان من حمله بقراط بطريقهم ووجه كل امرئ منهم ومن المتغلبة خيلا ورجالا ليؤيدوهم عَلَى ذلك فوثبوا به بطرون، وقد فرق أصحابه فى القرى فقتلوه واحتووا عَلَى ما كان في عسكره فولى أمير الْمُؤْمِنِين المتوكل عَلَى اللَّه بغا الكبير أرمينية فلما صار إِلَى بدليس أخذ موسى بْن زرارة، وكان ممن هوى قتل يوسف وأعان عَلَيْهِ غضبا لبقراط وحارب الخويثية فقتل منهم مقتلة عظيمة وسبى سبيا كثيرا، ثُمَّ حاصر أشوط بْن حَمْزَة بْن جاجق بطريق البسفرجال وهو بالبلق فاستنزله من قلعته وحمله إِلَى سر من رأى وسار إِلَى جرزان فظفر بإِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل فقتله صبرا وفتح جرزان وحمل من بأران وظاهر أرمينية من بالسيسجان من أهل الخلاف والمعصية منَ النصارى وغيرهم حَتَّى صلح ذلك الثغر صلاحا لم يكن عَلَى مثله ثُمَّ قدم سر من رأى في سنة إحدى وأربعين ومائتين

.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015