فتوح البلدان (صفحة 199)

فصالحوه عَلَى مثل صلح البيلقان وفتحوا له أبوابها فدخلها وأقام بها ووجه خيله ففتحت شفشين والمسفوان وأود والمصريان والهرحليان وتبار وهي رساتيق وفتح غيرها من أران، ودعا أكراد البلاسجان إِلَى الإسلام فقاتلوه فظفر بهم فأقر بعضهم بالجزية وأدى بعض الصدقة وهم قليل.

وحدثني جماعة من أهل برذعة، قَالُوا: كانت شمكور مدينة قديمة فوجه سلمان بْن ربيعة الباهلي من فتحها فلم تزل مسكونة معمورة حَتَّى أخربها الساوردية وهم قوم تجمعوا في أيام انصرف يزيد بْن أسيد عن أرمينية فغلظ أمرهم وكثرت نوائبهم ثُمَّ أن بغا مولى المعتصم بالله رحمه اللَّه عمرها في سنة أربعين ومائتين وهو والى أرمينية وأذربيجان وشمشاط وأسكنها قوما خرجوا إليه منَ الخزر مستأمنين لرغبتهم في الإِسْلام ونقل إليها التجار من برذعة وسماها المتوكلية، قالوا: وسار سلمان إِلَى مجمع الرس والكر خلف برديج فعبر الكر ففتح قبلة وصالحه صاحب شكن والقميبران عَلَى إتاوة وصالحه أهل خيزان وملك شروان وسائر ملوك الجبال وأهل مسقط والشابران ومدينة الباب ثُمَّ أغلقت بعده ولقيه خاقان في خيوله خلف نهر البلنجر فقتل رحمه اللَّه في اربعة آلاف منَ المسلمين فكان يسمع في مأزقهم التكبير، وكان سلمان بْن ربيعة أول منَ استقضى بالكوفة أقام أربعين يوما لا يأتيه خصم، وقد روى عن عُمَر بْن الخطاب، وفي سلمان وقتيبة بْن مُسْلِم يقول ابْن جمانة الباهلي:

وإن لنا قبرين قبر بلنجر ... وقبر بصين استان يا لك من قبر

فذاك الَّذِي بالصين عمت فتوحه ... وهذا الَّذِي يسقى به سبل القطر

وكان مع سلمان ببلنجر قرظة بْن كعب الأنصاري وهو جاء بنعيه إِلَى عُثْمَان، قَالُوا: ولما فتح حبيب ما فتح من أرض أرمينية كتب به إِلَى عُثْمَان بْن عَفَّان فوفاه كتابه وقد نعي إليه سلمان فهم أن يوليه جميع أمينية، ثُمَّ رأى أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015