فتوح البلدان (صفحة 172)

وحدثني داود بْن عَبْد الحميد عن أبيه عن جده، إن كتاب عياض لأهل الرها:

بسم اللَّه الرَّحْمَنِ الرحيم: هَذَا كتاب من عياض بْن غنم ومن معه منَ المسلمين لأهل الرها أني أمنتهم عَلَى دمائهم وأموالهم وذراريهم ونسائهم ومدينتهم وطواحينهم إذا أدوا الحق الَّذِي عليهم، ولنا عليهم أن يصلحوا جسورنا ويهدوا ضالنا شهد اللَّه وملائكته والمسلمون.

قَالَ: ثُمَّ أتى عياض حران ووجه صفوان بْن المعطل وحبيب بْن مسلمة الفهري إِلَى سميساط فصالح عياض أهل حران عَلَى مثل صلح الرها وفتحوا له أبوابها وولاها رجلا، ثُمَّ سار إِلَى سميساط فوجد صفوان بْن المعطل، وحبيب بْن مسلمة مقيمين عليها وقد غلبا عَلَى قرى وحصون من قراها وحصونها فصالحه أهلها عَلَى مثل صلح أهل الرها، وكان عياض يغزو منَ الرها ثُمَّ يرجع إليها.

وحدثني مُحَمَّد بْن سَعْد عَنِ الواقدي عن معمر عَنِ الزهري، قَالَ: لم يبق بالجزيرة موضع قدم إلا فتح عَلَى عهد عُمَر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه عَلَى يد عياض بْن غنم فتح حران، والرها، والرقة، وقرقيسيا، ونصيبين، وسنجار.

وحدثني مُحَمَّد عَنِ الواقدي عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مسلمة عن فرات بْن سلمان عن ثابت بْن الحجاج، قَالَ: فتح عياض الرقة وحران والرها ونصيبين وميافارقين وقرقيسيا وقرى الفرات ومدائنها صلحا وأرضها عنوة وحدثني مُحَمَّد عَنِ الواقدي عن ثور بْن يزيد عن راشد بْن سَعْد أن عياضًا افتتح الجزيرة ومدائنها صلحا وأرضها عنوة.

وقد روى: أن عياضا لما أتى حران منَ الرقة وجدها خالية قَدِ انتقل أهلها إِلَى الرها فلما فتحت الرها صالحوه عن مدينتهم وهم بها وكان صلحهم مثل صلح الرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015