فتوح البلدان (صفحة 162)

عُبَيْدة نفسه غزا الصائفة فمر بالمصيصة وطرسوس وقد جلا أهلها وأهل الحصون الَّتِي تليها فأدرب فبلغ في غزاته زندة، وقال غيره: إنما وجه ميسرة بْن مسروق فبلغ زندة.

حدثني أَبُو صالح الفراء عن رجل من أهل دمشق يقال له عَبْد اللَّهِ بْن الوليد بن هِشَام بْن الغاز عن عبادة بْن نسى فيما يحسب أَبُو صالح، قَالَ: لما غزا معاوية غزوة عمورية في سنة خمس وعشرين وجد الحصون فيما بَيْنَ أنطاكية وطرسوس خالية فوقف عندها جماعة من أهل الشام والجزيرة وقنسرين حَتَّى انصرف من غزاته، ثُمَّ أغزى بعد ذلك بسنة أو سنتين يزيد ابن الحر العبسي الصائفة وأمره ففعل مثل ذلك، وكانت الولاة تفعله، وقال هَذَا الرجل: ووجدت في كتاب مغازي معاوية أنه غزا سنة إحدى وثلاثين من ناحية المصيصة فبلغ درولية فلما خرج جعل لا يمر بحصن فيما بينه وبين أنطاكية إلا هدمه.

وحدثني مُحَمَّد بْن سَعْد عَنِ الواقدي وغيره، قَالَ، لما كانت سنة أربع وثمانين غزا عَلَى الصائفة عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الملك بْن مروان فدخل من درب انطاكية وأنى المصيصة فبنى حصنها عَلَى أساسه القديم ووضع بها سكانا من الجند فيهم ثلاثمائة رجل انتخبهم من ذوي البأس والنجدة المعروفين ولم يكن المسلمون سكنوها قبل ذلك وبنى فيها مسجدا فوق تل الحصن ثُمَّ سار في جيشه حَتَّى غزا حصن سنان ففتحه ووجه يزيد بْن حنين الطائي الأنطاكي فأغار ثُمَّ انصرف إليه، وقال أَبُو الخطاب الأزدي: كان أول منَ ابتنى حصن المصيصة في الإسلام عَبْد الملك بْن مروان عَلَى يد ابنه عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الملك في سنة أربع وثمانين عَلَى أساسها القديم فتم بناؤها وشحنها في سنة خمس وثمانين وكانت في الحصن كنيسة جعلت هريا وكانت الطوالع منَ انطاكية تطلع عليها في كل عام فتشتو بها ثُمَّ تنصرف وعدة من كان يطلع إليها ألف وخمسمائة إلى الألفين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015