فتوح البلدان (صفحة 159)

المسلمين فأخرب مدينتهم وأنزلهم فأسكنهم جبل الحوار وسنح اللولون وعمق تيزين وصار بعضهم إِلَى حمص ونزل بطريق الجرجومة في جماعة معه انطاكية ثُمَّ هرب إلى بلاد الروم، وقد كان بعض العمال ألزم الجراجمة بأنطاكية جزية رؤسهم فرفعوا ذلك إِلَى الواثق بالله رحمه اللَّه وهو خليفة فأمر بإسقاطها عنهم.

وحدثني بعض من أثق به منَ الكتاب: أن المتوكل عَلَى اللَّه رحمه اللَّه أمر بأخذ الجزية من هؤلاء الجراجمة وأن يجرى عليهم الأرزاق إذ كانوا ممن يستعان به في المسالح وغير ذلك، وزعم أَبُو الخطاب الأزدي: أن أهل الجرجومة كانوا يغيرون في أيام عَبْد الملك عَلَى قرى انطاكية والعمق وإذا غزت الصوائف قطعوا عَلَى المتخلف واللاحق ومن قدروا عَلَيْهِ ممن في أواخر العسكر وغالوا في المسلمين فأمر عَبْد الملك ففرض لقوم من أهل أنطاكية وأنباطها وجعلوا مسالح وأردفت بهم عساكر الصوائف ليؤذنوا الجراجمة عن أواخرها فسموا الرواديف، وأجرى عَلَى كل امرء منهم ثمانية دنانير:

والخبر الأول أثبت.

وحدثني أَبُو حفص الشامي عن مُحَمَّد بْن راشد عن مكحول، قَالَ: نقل معاوية في سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين إِلَى السواحل قوما من زط البصرة والسباتجة وأنزل بعضهم انطاكية، قال أبو حفص فبانطاكية محلة تعرف بالزط وببوقا من عمل انطاكية قوم من أولادهم يعرفون بالزط.

وقد كان الوليد بْن عَبْد الملك نقل إِلَى أنطاكية قوما منَ الزط السند ممن حمله مُحَمَّد بْن الْقَاسِم إِلَى الحجاج فبعث بهم الحجاج إِلَى الشام.

وحدثني مُحَمَّد بْن سَعْد عَنِ الواقدي، قَالَ: خرج بجبل لبنان قوم شكوا عامل خراج بعلبك، فوجه صالح بْن عَلي بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس من قتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015