فتوح البلدان (صفحة 116)

شرحبيل بْن حسنة «الأردن» عنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه عَلَى أنصاف منازلهم وكنائسهم. وحدثني أَبُو حفص الدمشقي، عن سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ التنوخي عن عدة منهم أَبُو بشر مؤذن مَسْجِد دمشق أن المسلمين لما قدموا الشام كان كل أمير منهم يقصد لناحية ليغزوها ويبث غاراته فيها فكان عمرو بن العاصي يقصد لفلسطين، وكان شرحبيل يقصد الأردن، وكان يزيد بْن أَبِي سُفْيَان يقصد لأرض دمشق، وكانوا إذا اجتمع لهم العدو اجتمعوا عَلَيْهِ وإذا احتاج أحدهم إِلَى معاضدة صاحبه وإنجاده سارع إِلَى ذلك، وكان أميرهم عند الاجتماع في حربهم أول أيام أَبِي بكر رضي الله عنه عمرو بن العاصي حَتَّى قدم خَالِد بْن الوليد الشام فكان أمير المسلمين في كل حرب، ثُمَّ ولى أَبُو عُبَيْدة بْن الجراح أمر الشام كله، وأمره الأمراء في الحرب والسلم من قبل عُمَر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، وذلك أنه لما استخلف كتب إِلَى خَالِد بعزله وولى أَبَا عُبَيْدة.

ففتح شرحبيل بْن حسنة طبرية صلحا بعد حصار أيام عَلَى أن أمن أهلها عَلَى أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكنائسهم ومنازلهم إلا ما جلوا عنه وخلوه واستثنى لمسجد المسلمين موضعا ثم أنهم نقضوا في خلافة عُمَر واجتمع اليهم قوم من الروم وغيرهم، فأمر أبو عبيدة عمر بن العاصي بغزوهم فسار اليهم في أربعة آلاف ففتحها عَلَى مثل صلح شرحبيل، ويقال: بل فتحها شرحبيل ثانية، وفتح شرحبيل جميع مدن الأردن وحصونها عَلَى هَذَا الصلح فتحا يسيرا بغير قتال ففتح بليسان، وفتح سوسية، وفتح أفيق، وجرش، وبيت رأس. وقدس والجولان، وغلب عَلَى سواد الأردن وجميع أرضها.

قَالَ أَبُو حفص، قَالَ أَبُو مُحَمَّد سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ، وبلغني أن الوضين ابن عطاء، قَالَ، فتح شرحبيل عكا وصور، وصفورية، وقال أَبُو بشر المؤذن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015