فتوح البلدان (صفحة 105)

تحصنوا بالنجير فحاصراهم حَتَّى جهدهم الحصار وأضربهم ونزل الأشعث عَلَى الحكم قَالُوا: وكانت حضرموت أتت كندة منجدة لها فواقعهم زياد والمهاجر فظفرا بهم وارتدت خولان فوجه إليهم أَبُو بكر يعلى بْن منية فقاتلهم حَتَّى أذعنوا وأقروا بالصدقة، ثُمَّ أتى المهاجر كتاب أَبِي بكر بتوليته صنعاء ومخاليفها وجمع عمله لزياد إِلَى ما كان في يده فكانت اليمن بَيْنَ ثلاثة المهاجر، وزياد، ويعلى وولى أَبُو سُفْيَان بْن حرب ما بَيْنَ آخر حد الحجاز وآخر حد بحران.

وحدثني أَبُو التمار، قَالَ: حدثني شريك قَالَ أنبأنا إِبْرَاهِيم بْن مهاجر عَنِ إِبْرَاهِيم النخعي، قَالَ: ارتد الأشعث بْن قيس الكندي في ناس من كندة فحوصرا فأخذ الأمان لسبعين منهم ولم يأخذه لنفسه فأتى به أَبُو بكر فقال:

أنا قاتلوك لأنه لا أمان لك إذ أخرجت نفسك منَ العدة، فقال: بل تمن علي يا خليفة رَسُول اللَّهِ وتزوجني فعل وزوجه أخته. وحدثني الْقَاسِم بْن سلام أَبُو عبيد، قال: حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث بْن سَعْد عن علوان بْن صالح عن صالح بْن كيسان عن حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف عن أَبِي بكر الصديق أنه قَالَ: ثلاث تركتهن وودت أني لم أفعل، وددت أني يوم أتيت بالأشعث بْن قيس ضربت عنقه فإنه تخيل إِلَى أنه لا يرى شرًّا إلا سعى فيه وأعان عَلَيْهِ، ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة قتلته ولم أحرقه، ووددت أني حيث وجهت خالدًا إِلَى الشام وجهت عُمَر بْن الخطاب إِلَى العراق فأكون قَدْ بسطت يميني وشمالي جميعا في سبيل اللَّه.

أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن صالح العجلي، عن يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح عن فراس أو بنان، عَنِ الشعبي أن أَبَا بكر رد سبايا النجير بالفداء لكل رأس أربعمائة درهم، وأن الأشعث بْن قيس استسلف من تجار المدينة فداءهم ففداهم ثُمَّ رده لهم، وقال الأشعث بْن قيس يرثي بشير بْن الأودح، وكان ممن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015