56- قال الطبري: "وذكر الواقدي1 أن يحيى2 بن عبد العزيز حدثه عن جعفر3 ابن محمود، عن محمد بن مسلمة4 قال: خرجت في نفر من قومي إلى المصريين وكان رؤساؤهم أربعة: عبد الرحمن بن عديس البلوي، وسودان ابن حمران المرادي، وعمرو بن الحمق الخزاعي - وقد كان هذا الاسم غلب حتى كان يقال: حبيس بن الحمق - وابن النباع. قال: فدخلت عليهم، وهم في خباء لهم أربعتهم، ورأيت الناس لهم تبعاً، قال: فعظمت حق عثمان، وما في رقابهم من البيعة وخوفتهم بالفتنة، وأعلمتهم أن في قتله اختلافاً وأمراً عظيماً، فلا تكونوا أول من فتحه، وأنه ينزع عن هذه الخصال التي نقمتم منها عليه، وأنا ضامن لذلك.
قال القوم: فإن لم ينزع؟ قال: قلت: فأمركم إليكم، قال: فانصرف القوم، وهم راضون، فرجعت إلى عثمان، فقلت: أخلني فأخلاني، فقلت: الله الله يا عثمان في نفسك، إن هؤلاء القوم إنما قدموا يريدون دمك، وأنت ترى خذلان أصحابك لك، لا بل هم يقوون عدوك عليك، قال: فأعطاني الرضا، وجزاني خيراً. قال: ثم خرجت من عنده،