25- قال الطبري: كتب إليّ السري1 عن شعيب عن سيف عن بدر بن الخليل2 بن عثمان بن قطبة الأسدي، عن رجل من بني أسد، قال: ما زال معاوية يطمع فيها بعد مقدمه على عثمان حين جمعهم، فاجتمعوا إليه بالموسم ثم ارتحل فحدا به الراجز:
إن الأمير بعده علي ... وفي الزبير خلف رضي
قال كعب: كذبت صاحب الشهباء بعده - يعني معاوية - فأخبر معاوية، فسأله عن الذي بلغه، قال: نعم، أنت الأمير بعده، لكنها والله لا تصل إليك حتى تكذب بحديثي هذا، فوقعت في نفس معاوية.
وشاركهم في هذا المكان أبو حارثة، وأبو عثمان عن رجاء بن حيوة وغيره. قالوا: فلما ورد عثمان المدينة رد الأمراء إلى أعمالهم، فمضوا جميعاً وأقام سعيد بعدهم، فلما ودع معاوية عثمان خرج من عنده وعليه ثياب السفر متقلداً سيفه متنكباً قوسه. فإذا هو بنفر من المهاجرين، فيهم طلحة والزبير وعلي. فقام عليهم فتوكأ على قوسه بعدما سلم عليهم، ثم قال: إنكم قد علمتم أن هذا الأمر كان إذا الناس يتغالبون إلى رجال، فلم يكن منكم أحد إلا وفي فصيلته من يرأسه، ويستبد عليه،