وركي في الدار يلقى فيه النتن، قالت: فبات من غير أن يفطر، فلما كان عند السحر أتيت جارات لي على أجاجير1 متواصلة، فسألتهم الماء العذب فأعطوني كوزاً من ماء فجئت به، فنزلت فإذا عثمان قد وضع رأسه أسفل الدرجة وهو نائم يغُّط، فحركته فانتبه، فقلت: هذا ماء عذب أتيتك به، فرفع رأسه إلى السماء، فنظر إلى الفجر، فقال: إني أصبحت صائماً. قلت: ومن أين، ولم أر أحداً أتاك بطعام ولا شراب؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع عليّ من هذا السقف ومعه دلو من ماء، فقال: "اشرب يا عثمان"، فشربت حتى رويت، ثم قال: "ازدد" فشربت حتى نهلت، ثم قال: أما إن القوم سيكثر - أو قال: سيكثرون - عليك، فإن قاتلتَهم ظفرت، وإن تركتهم أفطرت عندنا"، قالت: فدخلوا عليه من يومه فقتلوه رضي الله عنه! "2.

ورواه من طريقه ابن عساكر واللفظ له. كما رواه من طريقين آخرين إلى شبابة به وأحدهما مختصر.

وفي إسناد الخطيب من لم أجد لهم ترجمة كما في الحاشية.

ويحيى بن أبي راشد، ويحيى بن الجرشي لم أجد لهما ترجمة، ومحمد: صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015