الإعراب يتبع الملفوظات لا المرسومات. [خَمْسَةً] أي الأسماء المعدودة بالخمسة. وترك الناظم (هنوك) تبعًا للفراء والزجّاجي. وعدَّها غيره قال في الملحة:

ثُمَّ هَنُوكَ سَادِسُ الأَسْمَاءِ ... فَاحْفَظْ مَقَالِي حِفْظَ ذِي الذَّكَاءِ

وهنا تبع الفراء والزجاجي فأسقطه، لأن هنًا هذه ليست كالأسماء الخمسة الأخرى، فالأكثر في لغة العرب أنها تعرب بالواو رفعًا وبالألف نصبًا وبالياء جرًا هو ما ذكره الناظم من الخمسة الأسماء-بشرطها-. وأما هنُك-إذا أُضيف- فالأفصح أن يعرب بالحركات على الأصل، هذا هو الكثير في لغة العرب. ولذلك سمع الفراء والزجاجي (هنُك) ولم يسمعا (هنوك) لقلته، ولكن سيبويه حكى هنوك، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. فأثبت سيبويه هنوك، وأيضًا لقلته لم يعدّه بعض النحاة حتى مع علمه به، لأنه قليل، والقليل لا حكم له. والأصح أن تعد ستة. [وَارْفَعْ بِوَاوٍ خَمْسَةً أَبُوْكَ] [خَمْسَةً] مفعول به [بِوَاوٍ] جار ومجرور متعلق بارفع [أَبُوْكَ] هذا بدل مفصّل من مجمل من خمسة، لأن لفظ الخمسة مبهم ومجمل يحتاج إلى تفصيل، وإلى ما يزيل الإبهام ويرفع الإجمال، فقال: أبوك، فهو بدل مفصّل من مجمل، وبدل المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية، إذًا أبوك في النظم ليست مرفوعة، وإعرابها بالحركات لا بالحروف، لأن هذا اللفظ عَلَمٌ على أبوك في التركيب، فأبوك -هنا- علم، ومسماه هو الذي ترفعه بالواو. [وَارْفَعْ بِوَاوٍ خَمْسَةً أَبُوْكَ] أي مسمى أبوك، وترفعه إذا رُكِّب في جملة مفيدة ووضع في موضع رفع. نحو:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015