داخل على الفعل، وإنما صارت الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه، وهذا جائز في لغة العرب، أن تقع الجملة الفعلية أو الاسمية في موضع جر مضاف إليه. الجواب الثاني: أن تجعل الكاف على بابها، أنها الكاف الحرفية، وحينئذٍ لابد من التقدير [كَجَاءَ زَيْدٌ] أي كقولك: جاء زيد. إذًا الكاف لم تدخل على الفعل في الحقيقة، وإنما دخلت على القول المقدر، فاتصال الكاف بالفعل إنما هو في اللفظ فقط، نظير قول الشاعر:
وَاللهِ مَا لَيِلي بِنَامَ صَاحِبُهْ ... وَلَا مُخَالِطَ اللَّيَانِ جَانِبُهْ
فنام: فعل ماض بالإجماع، والباء-هنا- دخلت على الفعل في اللفظ، فهل نقول: (نام) اسم لدخول الباء؟ الجواب: لا، فلابد حينئذٍ من التقدير؛ لأن الباء لا تكون اسمية كالكاف. فتقدر: والله ما ليلي بمقول فيه نام صاحبه، (بمقول) الباء دخلت على مقول محذوف وهو اسم، وجملة (نام صاحبه): في موضع رفع لـ (مقول) ومقول: اسم مفعول يرفع نائب فاعل. وهنا تقدير [كَجَاءَ زَيْدٌ] أي كقولك [جَاءَ زَيْدٌ] وجملة جَاءَ زَيْدٌ في موضع نصب للقول المحذوف؛ لأن القول ينصب الجملة وما في معناها، نحو: قلت قصيدةً. [كَجَاءَ زَيْدٌ] زيد: فاعل مرفوع ورفعه ضمة ظاهرة على آخره. فهذا مثال للمفرد المرفوع بالضمة، [صَاحِبُ العَلاَءِ] صاحب: نعت، ونعت المرفوع مرفوع ورفعه ضمة ظاهرة على آخره. والعلاء كسماء، أي الرفعة، صاحب مضاف، والعلاء مضاف إليه مجرور، وجره كسرة ظاهرة على آخره. إذًا [فَارْفَعْ بِضَمٍّ] ظاهرٍ