ومعنى "سعديك" أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة. قاله النووي. أي ساعدتني طاعتك مساعدة بعد مساعدة، وفي القاموس. معناه إسعادا بعد إسعاد، أي سعدت بطاعتك سعادة بعد سعادة.
(أخرج بعث النار) "البعث" هنا بمعنى المبعوث الموجه إلى النار، وأصلها في السرايا التي يبعثها الأمير إلى جهة من الجهات للحرب وغيرها، والمعنى هنا: ميز أهل النار عن غيرهم، وفي رواية "أخرج بعث جهنم من ذريتك" وفي رواية "أخرج نصيب النار".
(وما بعث النار؟ ) قال الحافظ ابن حجر: الواو عاطفة على شيء محذوف، تقديره: سمعت وأطعت، وما بعث النار؟ أي وما مقدار مبعوث النار؟ .
(اشتد ذلك عليهم) وفي رواية "فشق ذلك على قوم، ووقعت عليهم الكآبة والحزن".
(أينا ذلك الرجل) الذي يبقى من الألف؟ قال الطيبي: يحتمل أن يكون الاستفهام على حقيقته، فكان حق الجواب أن ذلك الواحد فلان، أو من يتصف بالصفة الفلانية، ويحتمل أن يكون استعظاما لذلك الأمر، واستشعارا للخوف منه، فلذلك وقع الجواب بقوله "أبشروا".
(فإن من يأجوج ألف ومنكم رجل) قال النووي: هكذا هو في الأصول والروايات. "ألف" و"رجل" بالرفع فيهما، وهو صحيح، وتقديره "إنه" بالهاء التي هي ضمير الشأن، وحذفت الهاء، وهو جائز معروف. اهـ. وفي رواية البخاري "ألفا" بالنصب و"منكم رجل" بالرفع. قال الحافظ ابن حجر: تقديره: والمخرج منكم، أو ومنكم رجل مخرج، وقال: ووقع في بعض الشروح لبعض الرواة "فإن منكم رجلا، ومن يأجوج ومأجوج ألفا" بالنصب فيهما. الأول على نصب اسم "إن" صريحا، والثاني بتقدير، وفي رواية الأصيلي بالرفع في "ألف" والنصب في "رجلا" ثم قال الحافظ ابن حجر: ظاهره زيادة واحد عما ذكر في تفصيل الألف، فيحتمل أن يكون من جبر الكسر، والمراد أن من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين، أو ألفا إلا واحدا. اهـ.
(كالرقمة في ذراع الحمار) "الرقمة" بفتح الراء وإسكان القاف. قال أهل اللغة: الرقمتان في الحمار هما الأثران في باطن عضديه، وقيل: هي الدائرة في ذراعيه، وقيل: هي الهنة الناتئة في ذراع الدابة من داخل، وتكون في قوائم الشاة، وقال الداودي: الرقمة شيء مستدير، لا شعر فيه، سميت به لأنه كالرقم. اهـ.
-[فقه الحديث]-
قال النووي: أما قوله صلى الله عليه وسلم "ربع أهل الجنة، ثم ثلث أهل الجنة، ثم الشطر، ولم يقل أولا: شطر أهل الجنة فالفائدة حسنة، وهي أن ذلك أوقع في نفوسهم، وأبلغ في إكرامهم فإن إعطاء الإنسان مرة بعد