وفي رواية "بل أرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة" ثم قال: "إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود".
وسيأتي مثله بعد عدة أحاديث إن شاء الله.
-[ويؤخذ من الحديث]-
1 - من قوله: "فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون" شدة هول الموقف.
2 - وأخذ الناس بمبدأ الاستشارة فيما بينهم عند حدوث الخطب.
3 - وأن الناس يوم القيامة يستصحبون حالهم في الدنيا من التوسل إلى الله تعالى في حوائجهم بأنبيائهم، والباعث على ذلك الإلهام.
4 - ويؤخذ من قولهم "أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك. ونحو ذلك للأنبياء" أن من طلب من كبير أمرا مهما، ينبغي أن يقدم بين يدي سؤاله وصف المسئول بأحسن صفاته وأشرف مزاياه، ليكون ذلك أدعى للإجابة.
5 - وتقديم ذوي الأسنان، والآباء على الأبناء في الأمور التي لها بال.
6 - وتواضع الأنبياء وإكبارهم الشفاعة وإشفاقهم على أنفسهم في الموقف العظيم.
7 - وأن المسئول إذا لم يقدر على تحصيل ما سئل ينبغي أن يعتذر بما يقبل منه.
8 - وأن يدل على من يظن أنه يقوم بالمهمة، فالدال على الخير كفاعله.
9 - وأن يثنى على المدلول عليه بأوصافه المقتضية لأهليته، ليكون أدعى في قبول عذره في الامتناع.
10 - قال القاضي عياض: استدل بالحديث من جوز الخطايا على الأنبياء وقد بحث هذا الاستدلال بالتفصيل في النقطة الثالثة من الشرح.
11 - جواز إطلاق الغضب على الله مرادا به اللازم.
12 - وفضيلة من ذكر من الأنبياء (آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام).
13 - تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المخلوقين من الرسل والملائكة، فإن هذا الأمر العظيم، وهو الشفاعة العظمى لا يقدر على الإقدام عليه غيره.
14 - وكمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته, ورأفته بهم، وعنايته بالنظر في مصالحهم المهمة، فأخر دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجاتهم.
15 - ويؤخذ من قوله: "أنا سيد الناس يوم القيامة" مشروعية التحدث بنعمة الله.
16 - وأنه يغطي على الناس يوم القيامة بعض ما عملوه في الدنيا، لأن في السائلين من سمع هذا الحديث، ومع ذلك لم يستحضر أحد منهم أن ذلك المقام يختص به نبينا صلى الله عليه وسلم، إذ لو استحضروا ذلك لسألوه من أول وهلة، ولما احتاجوا إلي التردد من نبي إلى نبي، ولعل الله أنساهم ذلك للحكمة التي تترتب عليه من إظهار فضل نبينا صلى الله عليه وسلم.