6509 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل أمتي معافاة إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا ثم يصبح قد ستره ربه فيقول يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه فيبيت يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه" قال زهير "وإن من الهجار"
-[المعنى العام]-
إن الحياء في الإنسان ميزان رقيه الإنساني وهو الحاجز للمؤمن عن فعل القبيح وإذا وقع منه القبيح كان الحياء الشرعي مانعا من الجهر والتبجح بارتكابه ومن يجاهر بارتكاب القبيح سواء بفعله أمام آخرين وعدم اكتراثه بمن يراه أو بالإخبار عن فعله بعد أن ستره الله هو مستهتر بالناس وبصالحيهم وبحكامهم وبأولياء أمورهم ثم هو فوق ذلك مستهتر بالدين مستهتر بخالقه القادر على إخراسه وشل حركته مجابه له جل شأنه بالمجاهرة وكأنه لا يهتم بمن عصاه ولا يخاف منه في الدنيا ولا في الآخرة
من هنا كان كل الناس قابلين للعفو والعافية وللرحمة والسلام إلا المجاهرين
-[المباحث العربية]-
(كل أمتي معافاة إلا المجاهرين) قال النووي هكذا هو في معظم الأصول "معافاة" بالهاء في آخره والضمير يعود إلى الأمة اهـ وفي رواية البخاري وبعض النسخ "معافى" بفتح الفاء مقصور اسم مفعول من العافية بمعنى عفا الله عنه أو بمعنى سلمه الله وسلم منه وقوله "إلا المجاهرين" بالنصب على الاستثناء والكلام تام موجب قال المحققون كذا للأكثر ولبعضهم "إلا المجاهرون" بالرفع قال ابن بطال كذا وقع وصوابه عند البصريين بالنصب وأجاز الكوفيون الرفع في الاستثناء المنقطع فتكون "إلا" بمعنى "لكن" ويكون المعنى لكن المجاهرون بالمعاصي لا يعافون فالمجاهرون مبتدأ خبره محذوف وقال الكرماني حق الكلام النصب إلا أن يقال العفو بمعنى الترك وهو نوع من النفي اهـ فالكلام تام منفي