-[المباحث العربية]-
(قيل لأسامة بن زيد ألا تدخل على عثمان فتكلمه) في ملحق الرواية "كنا عند أسامة بن زيد فقال رجل ما يمنعك أن تدخل على عثمان فتكلمه فيما يصنع" أسامة بن زيد الحبيب بن الحبيب أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعث فيه أبو بكر وعمر قبيل وفاته وأنفذ أبو بكر هذا البعث أول خلافته وكان عمر يجله ويحترمه وله بين الصحابة مكانته من هنا حرصوا على أن يكلم عثمان رضي الله عنه فيما أخذ عليه في أواخر خلافته فحضوا أسامة أن يكلمه
(فقال أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم) "ترون" بفتح التاء أي أتعلمون وتعتقدون أني لم أكلمه والاستفهام إنكاري توبيخي بمعنى نفي الانبغاء أي لا ينبغي أن تعتقدوا ذلك فإني أكلمه أو كلمته دون أن أسمعكم قال النووي وفي بعض النسخ "إلا سمعكم" والاستثناء مفرغ من عموم الأحوال أي أترون أني لا أكلمه في حال من الأحوال إلا في حال سمعكم وقال وفي بعض النسخ "أسمعكم" بضم الهمزة وكله بمعنى أي أتظنون أني لا أكلمه إلا وأنتم تسمعون
(والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه) الظاهر أن "ما" زائدة والمعنى كلمته دون أن أجاهر بالإنكار على الأمراء في الملأ ودون أن أكون أول من فتح باب الخروج على الحاكم
(ولا أقول لأحد يكون علي أميرا إنه خير الناس) الظاهر أن اللام في "لأحد" بمعنى "عن" أي ولا أقول لكم عن أحد يكون أميرا إنه خير الناس نفاقا وتزلفا أو على أصلها والمعنى ولم أقل له إنه خير الناس فأكون بذلك مخادعا أقول ما لا أعتقد ولكن قلت له ما عندي
(فتندلق أقتاب بطنه) قال النووي "تندلق" بالدال والاندلاق خروج الشيء من مكانه والأقتاب جمع قتبة أو قتب وهي الأمعاء وقال ابن عيينة هي ما استدار في البطن وهي الحوايا والأمعاء
(فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى) أي يدور حولها في النار كما يدور الحمار حول الرحى
(فيقولون يا فلان ما لك) القائلون أصحابه ومن كان يعرفه في الدنيا معرفة سطحية غير واقعية و"ما لك" مبتدأ وخبر والاستفهام حقيقي أو تعجبي أي نتعجب من حالك
-[فقه الحديث]-
1 - فيه عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله ومن ينهى عن المنكر ويفعله