قلة المال سكنت حركاته ولذا قال تعالى {أو مسكينا ذا متربة} [البلد 16] أي لاصق بالتراب وفي حد الغني والفقير والمسكين خلاف طويل تقدم في مصارف الزكاة
ومعنى الساعي الذي يذهب ويجيء في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين
(كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر) هكذا بالشك هنا وفي رواية للبخاري "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل" والقائل "أحسبه" في روايتنا القعنبي وقد أخرجه ابن ماجه بلفظ البخاري لكنه بالواو لا بلفظ "أو"
(كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى) كافل اليتيم القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك واليتيم الصغير الذي مات أبوه
وقوله "له أو لغيره" الذي له أن يكون قريبا كجده وأمه وجدته وأخيه وعمه وخاله وغيرهم من أقاربه والذي لغيره أن يكون أجنبيا
-[فقه الحديث]-
فيه فضيلة الساعي والمعين للأرملة والمسكين وعظم أجره لأنه بذلك من المجاهدين في سبيل الله الجهاد الأكبر وهو مغالبة النفس والهوى والشيطان وفي الحديث الثاني فضيلة كافل اليتيم وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه أو من مال اليتيم بولاية شرعية على أن يقوم بالكفالة على الوجه الشرعي الكامل
والله أعلم.