وعيسى مسيح الهدى وبالغ ابن العربي فقال ضل قوم فرووه "المسيخ" بالخاء وشدد بعضهم السين ليفرقوا بينه وبين المسيح ابن مريم بزعمهم وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما بقوله في الدجال "مسيح الضلالة" فدل على أن عيسى مسيح الهدى
وفي الرواية الثانية "ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ومكتوب بين عينيه ك ف ر" وفي الرواية الرابعة "مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها ك ف ر يقرؤه كل مسلم" وفي الرواية السادسة "يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب" قال النووي الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها وأنها كتابة حقيقية جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه ويظهرها الله تعالى لكل مسلم كاتب وغير كاتب ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته ولا امتناع في ذلك وذكر القاضي فيه خلافا منهم من قال هي مجاز وإشارة إلى سمات الحدوث عليه واحتج بقوله "كاتب أو غير كاتب"
وقد جاءت أوصاف أخرى للدجال منها "جعد الرأس قصير أفحج" بفاء وحاء وجيم أي متباعد ما بين الساقين "أقرب الناس به شبها ابن قطن" وفي روايتنا الخامسة "جفال الشعر" أي كثير الشعر
(معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار) وفي الرواية السادسة "معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج" أي وصف النهرين بهذا في ظاهر النظر والحقيقة بخلاف ذلك وفي الرواية السابعة "إن معه ماء ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار" وفي الرواية الثامنة "فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق وأما الذي يراه الناس نارا فماء بارد عذب" وفي الرواية التاسعة "إن معه نهرا من ماء ونهرا من نار فأما الذي ترون أنه نار ماء وأما الذي ترون أنه ماء نار" وفي الرواية العاشرة "وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار"
(فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد) قال النووي هكذا هو أكثر النسخ "أدركن" فتح الراء والكاف وتشديد النون وفي بعضها "أدركه" وهذا الثاني ظاهر وأما الأول فغريب من حيث العربية لأن هذه النون لا تدخل على الفعل قال القاضي ولعله "يدركن" يعني فغيره بعض الرواة وقوله "الذي يراه نارا" بفتح ياء "يراه" وضمها وقوله "وليغمض" بضم الياء وفتح الغين وتشديد الميم المكسورة وفي الرواية السابعة "فلا تهلكوا" وتصدقوا ماءه وناره وفي الرواية الثامنة "فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب" وفي الرواية التاسعة "فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يراه أنه نار فإنه سيجده ماء"
وعند أحمد والطبراني "معه واديان أحدهما جنة والآخر نار فناره جنة وجنته نار" وعند ابن ماجه "فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاما"