(غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله) "ما قدر عظمها" "ما" استفهام مبتدأ "وقدر عظمها" خبر، والاستفهام علق "يعلم" عن العمل في اللفظ فجملته سدت مسد مفعولي "يعلم" والفاعل لفظ الجلالة، والتقدير لا يعلم إلا الله قدر عظمها، وهذه الجملة استدراك على تشبيه الكلاليب بشوك السعدان، للإشارة إلى أن التشبيه لم يقع في مقدارهما.
(تخطف الناس بأعمالهم) "تخطف" بكسر الطاء وفتحها، وفي الفصيح قال ثعلب: خطف بالكسر في الماضي وبالفتح في المضارع، وحكى القزاز عكسه، والمعنى: تخطفهم بأعمالهم، فالباء للسببية، أو تخطفهم على قدر أعمالهم فالباء للمقابلة.
(فمنهم المؤمن بقي بعمله) روي على أوجه:
أحدها: "المؤمن" من الإيمان و"بقي" بالباء المفتوحة والقاف المكسورة، أي بقي لم يخطف بسبب عمله.
ثانيها: "المؤمن يقي بعمله "يقي" بالياء المفتوحة والقاف المكسورة من الوقاية، أي يقي نفسه بعمله، أي يقيه عمله ويستره من النار.
ثالثا: "الموثق بعمله" بالثاء، من الوثاق، وهو القيد.
رابعها: "الموبق بعمله" بالباء الموحدة، أي الهالك بعمله.
خامسها: "الموبق يعني بعمله" "يعني" بفتح الياء، بعدها عين ساكنة بعدها نون مكسورة، قال القاضي: هذا أصحها. وقال الحافظ ابن حجر: هو تصحيف. وعلى أنه صحيح يكون لفظ "يعني" للتفسير والتوضيح. والله أعلم.
(ومنهم المجازى حتى ينجي) قال النووي: ضبطناه بالجيم والزاي من المجازاة. اهـ.
ورواه بعضهم "المخردل" بالميم المضمومة، والخاء والراء، والدال المفتوحة، بعدها لام، وفي رواية "ومنهم من يخردل" بالبناء للمجهول، أي إن كلاليب النار تقطعه فيهوى في النار، وقيل معناه، تقطع أعضاؤه كالخردل، وقيل معناه: تقطعهم عن لحوقهم بمن نجا، وقيل: المخردل المصروع، ورجحه ابن التين.
ورواه بعضهم "المجردل" بالجيم بدل الخاء، والجردلة الإشراف على الهلاك.
(حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد) قال الزين بن المنير: الفراغ إذا أضيف إلى الله معناه القضاء وحلوله بالمقضى عليه، وقال ابن أبي جمرة: معناه وصل الوقت الذي سبق في علمه أن يرحمهم.
(فيخرجون من النار وقد امتحشوا) "يخرجون" بالبناء للمجهول، "امتحشوا" بفتح التاء