ونكتفي بذلك اعتمادا على البيان والتوضيح الآتي في شرح الحديث
-[المباحث العربية]-
(غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك) أي أراد أن يغزو وهيأ الأمة للغزو وكانت في شهر رجب سنة تسع من الهجرة وتبوك مكان معروف في نصف الطريق بين المدينة ودمشق وتسمى غزوة العسرة
(وهو يريد الروم ونصارى العرب بالشام) ذكر ابن سعد أنه بلغ المسلمين من الأنباط الذين يقدمون بالزيت من الشام إلى المدينة أن الروم جمعت جموعا وأجلبت معهم لخم وجذام وغيرهم من متنصرة العرب وجاءت مقدمتهم إلى البلقاء وعند الطبراني "كانت نصارى العرب قد كتبت إلى هرقل إن هذا الرجل الذي خرج يدعي النبوة هلك وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم فبعث رجلا من عظمائهم وجهز معه أربعين ألفا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يكن للناس قوة"
وذكر البيهقي في الدلائل "أن اليهود قالوا يا أبا القاسم إن كنت صادقا فالحق بالشام فإنها أرض المحشر وأرض الأنبياء فغزا تبوك لا يريد إلا الشام فلما بلغ تبوك أنزل الله تعالى {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها} [الإسراء 76]
(أن عبد الله بن كعب بن مالك كان قائد كعب من بنيه حين عمي) كعب بن مالك أنصاري خزرجي سلمي غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر أسلم وشهد العقبة وكان أحد شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يردون الأذى عنه وغلب على شعره تخويف الكفار من قوة المسلمين ويقال إن دوسا أسلمت فرقا وخوفا من قول كعب بن مالك
قضينا من تهامة كل وتر ... وخيبر ثم أغمدنا السيوفا
نخيرها ولو نطقت لقالت ... قواطعهن دوسا أو ثقيفا
فقالت دوس انطلقوا إلى محمد وأسلموا وخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين طلحة بن عبيد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار روى أنه قال يا رسول الله ماذا ترى في الشعر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه" وروى أنه قال
جاءت سخينة كي تغالب ربها ... فليغلبن مغالب الغلاب
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد شكرك الله يا كعب على قولك هذا"
عمي في أواخر عمره وتوفي بالمدينة وسنه خمس وسبعون سنة سنة اثنتين وخمسين في عهد معاوية