كقوله صلى الله عليه وسلم عن ولده إبراهيم عليه السلام "إن له مرضعا في الجنة" فبالنص لا بالقاعدة والله أعلم
أما أولاد الكفار فروايتنا السادسة والسابعة وفيها "الله أعلم بما كانوا عاملين" ظاهرهما التوقف قال الحافظ ابن حجر واختلف العلماء قديما وحديثا في هذه المسألة على أقوال
أحدها: أنهم في مشيئة الله تعالى وهو منقول عن الحمادين وابن المبارك وإسحاق ونقله البيهقي في الاعتقاد عن الشافعي في حق أولاد الكفار خاصة قال ابن عبد البر وهو مقتضى صنيع مالك وليس عنده في هذه المسألة شيء منصوص إلا أن أصحابه صرحوا بأن أطفال المسلمين في الجنة وأطفال الكفار خاصة في المشيئة
ثانيها: أنهم تبع لآبائهم فأولاد المسلمين في الجنة وأولاد الكفار في النار حكاه ابن حزم عن الأزارقة من الخوارج واحتجوا بقوله تعالى {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} [نوح 26] وتعقب بأن المراد قوم نوح خاصة وإنما دعا بذلك لما أوحى الله إليه {أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن} [هود 36] وأما حديث "هم من آبائهم أو منهم" فذاك ورد في حكم الحربي وروى أحمد من حديث عائشة "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدركوا الأعمال قال ربك أعلم بما كانوا عاملين لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار" قال الحافظ ابن حجر وهو حديث ضعيف جدا لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية وهو متروك اهـ
ثالثها: أنهم يكونون في برزخ بين الجنة والنار لأنهم لم يعملوا حسنات يدخلون بها الجنة ولا سيئات يدخلون بها النار
رابعها: أنهم يكونون خدم أهل الجنة وفيه حديث ضعيف أخرجه الطيالسي وأبو يعلى والطبراني والبزار
خامسها: أنهم يصيرون ترابا
سادسها: أنهم يمتحنون في الآخرة بأن ترفع لهم نار فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن أبى عذب وتعقب بأن الآخرة ليست دار تكليف فلا عمل فيها ولا ابتلاء
سابعها: أنهم في الجنة قال النووي وهو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون لقوله تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} [الإسراء 15] وإذا كان لا يعذب العاقل لكونه لم تبلغه الدعوة فلأن لا يعذب غير العاقل من باب أولى
والله أعلم