والمعنى هنا: أن كل شيء يقع في الوجود، قد سبق به علم الله تعالى ومشيئته.

(حتى العجز والكيس - أو الكيس والعجز) شك الراوي في تقديم هذا أو ذاك. والعجز عدم القدرة وقيل هو ترك ما يجب فعله والتسويف به وتأخيره عن وقته ويحتمل أن يكون المراد العجز عن الطاعات، ويحتمل العموم، أي العجز عن أمور الدنيا والآخرة.

و"الكيس" بفتح الكاف وسكون الياء، ضد العجز، ومعناه الحذق في الأمور، والنشاط والعمل والمعنى أن العاجز قدر عجزه، والكيس بتشديد الياء قدر كيسه.

وإنما جعلهما في الحديث غاية لذلك، للإشارة إلى أن أفعالنا - وإن كانت معلومة لنا، ومرادة منا لا تقع منا إلا بمشيئة الله.

قال القاضي عياض: رويناه برفع "العجز والكيس" عطفا على "كل" وبجرهما، عطفا على "شيء".

(جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر) أي يجادلونه ويناقشونه في ثبوته وعدم ثبوته.

فنزلت: {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر} الآيتان [48، 49] من سورة القمر، وقبلهما {إن المجرمين في ضلال وسعر} وبعدهما {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} أي إلا كلمة واحدة، وهي "كن" فيكون كلمح بالبصر في سرعة النفاذ.

-[فقه الحديث]-

في الحديث والآية تصريح بإثبات القدر.

وتراجع أحاديث الأبواب السابقة واللاحقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015