(فوالذي لا إله غيره) في رواية للبخاري "فوالله" وعند ابن ماجه "فوالذي نفسي بيده" وفي رواية "فوالله الذي لا إله غيره"
(إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها) في الرواية الحادية عشرة "إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار" وفي الرواية الثانية عشرة "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار" فقوله في روايتنا "بعمل" الباء زائدة والأصل ليعمل عمل فعمل مفعول به أو مفعول مطلق وكلاهما مستغن عن الباء فكان زيادة الباء للتأكيد أو ضمن "يعمل" معنى يتلبس في عمله بعمل أهل الجنة والمراد من عمل أهل الجنة الطاعات الاعتقادية والقولية والفعلية ويحتمل أن الحفظة تكتب ذلك ويقبل بعضها ويرد بعضها ويحتمل أن تقع الكتابة ثم تمحي وأما القبول فيتوقف على الخاتمة وظاهره أنه يعمل بذلك حقيقة ويختم له بعكسه وقيل هذا في المنافق والمرائي لقوله في روايتنا الحادية عشرة "فيما يبدو للناس"
والتعبير بالذراع تمثيل بقرب حاله من الموت
قال الحافظ ابن حجر وقد ذكر في هذا الحديث أهل الخير صرفا وأهل الشر صرفا إلى الموت ولم يذكر الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وماتوا على الإسلام لأنه لم يقصد في الحديث تعميم أحوال المكلفين وإنما قصد بيان أن الاعتبار بالخاتمة
و"حتى" في قوله "حتى ما يكون" ناصبة و"ما" نافية والفعل منصوب بحتى وأجاز بعضهم أن تكون "حتى" ابتدائية والفعل مرفوع
والمراد من "الكتاب" في "فيسبق عليه الكتاب" المكتوب والمراد بسبقه سبق ما تضمنه فالكلام على حذف مضاف أو المراد أنه يتعارض عمله في اقتضاء السعادة والمكتوب في اقتضاء الشقاوة فيتحقق مقتضى المكتوب فعبر عن ذلك بالسبق
(الشقي من شقي في بطن أمه) معناه أن الشقي مقدر شقاوته وهو في بطن أمه
(كنا في جنازة في بقيع الغرقد) هو مدفن المدينة
(فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة) بكسر الميم وسكون الخاء وهي ما أخذه الإنسان بيده واختصره وأسند به خصره كالعصا
(فنكس) بفتح النون وتشديد الكاف المفتوحة وبتخفيفها لغتان فصيحتان أي خفض رأسه إلى الأرض على هيئة المهموم
(فجعل ينكت بمخصرته) بفتح الياء وضم الكاف أي يخط بها خطا يسيرا مرة بعد مرة