بل نفي الكمال والحقيقة التي تستحق هذا الوصف كحديث "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"
(بصلاة وصيام وزكاة) هذا ليس للحصر بل هو تمثيل يشمل جميع الطاعات
(ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا) وهذا تمثيل أيضا والمقصود جميع حقوق العباد والواو فيها لمطلق العطف والجمع ولا ترتيب بين ما ذكر
(فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته) قال العلماء المراد بالحسنات هنا الثواب عليها وسيأتي في فقه الحديث مزيد إيضاح
(فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه) "يقضي" بضم الياء وسكون القاف وفتح الضاد مبني للمجهول
(ثم طرح في النار) لفناء الحسنات وزيادة الخطايا وسيأتي في فقه الحديث مزيد إيضاح
(لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة) اللام في جواب قسم مقدر أي والله ليؤدين كل واحد منكم حقوق الآخرين يوم القيامة والخطاب للخلائق
(حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) "الجلحاء" بجيم ثم حاء بينهما لام وهي الجماء التي لا قرن لها والمراد يقاد ويقتص من القرناء التي نطحت في الدنيا أختها التي لا قرن لها وللمسألة مزيد إيضاح في فقه الحديث والمقصود إبراز القصاص بين المكلفين في صورة التأكيد والمبالغة لأنه إذا حصل القصاص بين ما لا تكليف عليه حصل بين المكلفين من باب أولى
(إن الله يملي للظالم) أي يمهله ويؤخر عقابه ويطيل في مدة عدم معاقبته وهو مشتق من الملوة بضم الميم وكسرها وفتحها وهي المدة يقال أقام عنده ملوة من الدهر وفي القرآن الكريم {واهجرني مليا} [مريم 46] أي زمنا ومدة
(فإذا أخذه لم يفلته) أي لم يطلقه ولم ينفلت منه أي لم يجعله ينفلت يقال أفلته إذا أطلقه
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الأحاديث]-
1 - من الرواية الأولى ومن قوله صلى الله عليه وسلم "كلكم ضال إلا من هديته" قال المازري ظاهر هذا أنهم خلقوا على الضلال إلا من هداه الله تعالى لكن في الحديث المشهور "كل مولود يولد على الفطرة" أي مما يثير إشكالا أجاب عنه بقوله قد يكون المراد بالأول وصفهم بما كانوا