الفاتحة لازمة في قيام الصلاة فيقول صلى الله عليه وسلم لأمته "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن" "كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج"

(يا عبادي) العبد المملوك وكل خاضع للإله مكلف من الإنس والجن والملائكة ومن شاء الله فهو عبد الله والمنادى هنا المكلفون من الإنس والجن

(إني حرمت الظلم على نفسي) "الظلم" وضع الشيء في غير موضعه الشرعي أو مجاوزة الحد الشرعي وفي ملحق الرواية "إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي فلا تظالموا" قال النووي قال العلماء وهو مستحيل في حق الله سبحانه وتعالى وكيف يجاوز سبحانه وتعالى حدا وليس فوقه من يطيعه وكيف يتصرف في غير ملكه والعالم كله في ملكه وسلطانه وأصل التحريم في اللغة المنع فسمي تقدسه عن الظلم تحريما لمشابهته للممنوع في أصل عدم الشيء

(وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) قال النووي هو بفتح التاء وفتح الظاء مخففة أي لا تتظالموا والمراد لا يظلم بعضكم بعضا وهذا توكيد لقوله تعالى "يا عبادي ... وجعلته بينكم محرما" وزيادة تغليظ في تحريمه

(يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) أي اطلبوا الهداية مني وفي المسألة كلام طويل سنتعرض له في فقه الحديث

(إنكم تخطئون بالليل والنهار) كناية عن كثرة الخطايا والرواية المشهورة بضم التاء قال النووي وروى بفتحها وفتح الطاء بينهما خاء ساكنة يقال خطئ يخطأ إذا فعل ما يأثم به فهو خاطئ ومنه قوله تعالى {استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين} [يوسف 97] ويقال في الإثم أيضا أخطأ فهما صحيحان

(وأنا أغفر الذنوب جميعا) أي ما عدا الشرك إذا شئت مصداقا لقوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء 48]

(يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني) "ضري" في النسخ التي بين يدي بفتح الضاد وفي كتب اللغة الضر بفتح الضاد وضمها لغتان ضد النفع وبالفتح المصدر وبالضم الاسم وقيل إذا جمعت بين الضرر والنفع فتحت الضاد وإذا أفردت الضر ضممت الضاد

ومعنى "لن تبلغوا ضري" أي لن تصلوا إلى ضري يقال بلغ الشيء بلوغا أي وصل إليه

(يا عبادي لو أن أولكم وآخركم) أي لو أنكم جميعا من أولكم إلى آخركم وليس المراد الأول والآخر

(وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا) فهو جل شأنه لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015