(أين المتحابون بجلالي) الاستفهام نداء لهم وليس استفهاما عن مكانهم فهو أعلم بهم و"المتحابون" بتشديد الباء وأصله المتحاببون أي الذين اشتركوا في جنس المحبة وأحب كل منهما الآخر حقيقة لا إظهارا فقط والباء في "بجلالي" للتعليل أي من أجل طاعتي وعظمتي لا للدنيا

(اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) ظاهره أن هناك ظلا ووقاية من الحر والشمس وهو كذلك ففي الأحاديث أن الشمس تدنو من الرءوس حتى يغرق بعض الناس في العرق وإذا كانت الشمس المعلومة قد كورت قبل ذلك فلا حجر على القدرة من إعادتها أو خلق شمس أخرى قال القاضي ظاهره أنه في ظله من الحر والشمس ووهج الموقف وأنفاس الخلق قال وهذا قول الأكثرين اهـ وقيل إن التعبير كناية ولا ظل ولا حر ولا شمس والمراد حمايته من المكاره وجعله في كنفه وإكرامه وستره فهو من قبيل السلطان ظل الله في الأرض ويحتمل أن يكون كناية عن الراحة والنعيم كما يقال هو في عيش ظليل أي طيب

ومعنى "يوم لا ظل إلا ظلي" أي لا يكون شيء له ظل حتى يكون هناك ظل منفي فالمنفي حقيقة مصدر الظل ومن المعلوم أن الظل في الدنيا أثر للشمس أو الضوء مع جرم وعليه يحمل ما ورد في غير مسلم بلفظ "ظل عرشي" ولا يقال إن كل ظل في الدنيا هو ملك لله فهو ظله تعالى على الحقيقة فإن المنفي الظل الذي ينسبه ابن آدم في الدنيا إلى المخلوقات من حيث الاختصاص المجازي

(أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى) المراد من الأخوة أخوة الدين إذ لم يذكر بينه وبين الآخر نسبا بل حصر دافع الزيارة في الحب في الله وذكر القرية الأخرى لبيان المشقة والتحمل في هذه الزيارة

(فأرصد لله على مدرجته ملكا) معنى "أرصد" أقعد يقال رصده بفتح الصاد يرصده بضمها رصدا بفتحها وسكونها قعد له على الطريق والمدرج المسلك والمدرجة ممر الأشياء على الطريق وتطلق على الطريق يقال اتخذوا داره مدرجة

(فلما أتى عليه) فاعل "أتى" للزائر وضمير "عليه" للملك فلما مر الزائر على الملك القاعد قال الملك

(أين تريد) السؤال بأين عن المكان وكان الأصل أن يقول ماذا تريد أو من تريد لكنه مفهوم من المقام لذا كان الجواب

(أريد أخا لي في هذه القرية) في الكلام مضاف محذوف أي أريد زيارة أخ لي

(قال هل لك عليه من نعمة تربها) يقال رب الشيء بفتح الراء والباء المشددة يربه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015