التي هي ألف التأنيث، ويكتبونه بالياء، ولا ينونونه، وهو صحيح فصيح، وقال أبو عبيد: أصحاب الحديث يروونه "حلقى" وإنما هو "حلقا" قال شمر: قلت لأبي عبيد: لم لا تجيز "حلقى"؟ فقال: لأن فعلي تجيء نعتا، ولم تجيء في الدعاء. اهـ. ومعنى "حلقى" هنا أي حلق الله شعري، وقيل: معناه جعلني الله شؤما على أهلي، هذا أصلها، ثم اتسعت العرب في استعمالها، فصارت تطلقها، ولا تريد حقيقة الدعاء، ولا حقيقة ما وضعت له أولا، كقولهم: تربت يمينه، اهـ.

كأنها تتأسف على دعائها السابق لابنها، حيث أصبح أعلم منها بالنتائج، فقالت تسأله:

(مر رجل حسن الهيئة، فقلت: اللهم اجعل ابني مثله. فقلت: اللهم لا تجعلني مثله. ومروا بهذه الأمة، وهم يضربونها، ويقولون: زنيت. سرقت. فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها. فقلت: اللهم اجعلني مثلها) فما السر؟ وماذا تعلم؟ ولا أعلم؟ .

(قال: إن ذاك الرجل كان جبارا، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها: زنيت، ولم تزن، وسرقت، ولم تسرق. فقلت: اللهم اجعلني مثلها) في السلامة من المعاصي.

(رغم أنف. ثم رغم أنف، ثم رغم أنف) الرغم بضم الراء وفتحها وكسرها مع سكون الغين، وأصله لصق أنفه بالرغام، وهو تراب مختلط برمل، وقيل: الرغم كل ما أصاب الأنف مما يؤذيه، والمراد من "رغم أنفه" أي ذل وخزي. و"أنف" فاعل "رغم" ولم ينون على نية الإضافة، والأصل: رغم أنف من أدرك، والجملة خبرية لفظا ومعنى، أو خبرية لفظا دعائية معنى.

(من أدرك أبوه عند الكبر - أحدهما أو كليهما، فلم يدخل الجنة) معناه أن برهما عند كبرهما وضعفهما بالخدمة، أو النفقة، أو غير ذلك، سبب لدخول الجنة، فمن قصر في ذلك فاته دخول الجنة، وذل في الآخرة، والمراد من إدراكهما إدراكهما أحياء، و"أحدهما أو كليهما" بالنصب بدل من "أبويه" وفي الرواية الرابعة وملحقها "رغم أنفه".

-[فقه الحديث]-

-[يؤخذ من الحديث]-

1 - من الرواية الأولى والثانية قال النووي: هذا دليل على أنه كان الصواب في حقه إجابتها لأنه كان في صلاة نفل، والاستمرار فيها تطوع، لا واجب، وإجابة الأم وبرها واجب، وعقوقها حرام، وكان يمكنه أن يخفف الصلاة، ويجيبها، ثم يعود لصلاته، فلعله خشي أن تدعوه إلى مفارقة صومعته، والعود إلى الدنيا ومتعلقاتها وحظوظها، وتضعف عزمه فيما نواه، وعاهد عليه. اهـ. وتعقبه الحافظ ابن حجر فقال: فيه نظر، لأنها كانت تأتيه، فيكلمها، والظاهر أنها كانت تشتاق إليه، فتزوره، وتقتنع برؤيته وتكليمه، وكأنه إنما لم يخفف، ثم يجيبها، لأنه خشي أن ينقطع خشوعه. اهـ. أقول: إن الحديث صريح في أنه آثر الاستمرار في الصلاة دون قطعها، ودون تخفيفها على إجابة أمه، وليست هناك إشارة إلى أنه خشي أن تدعوه إلى مفارقة صومعته، والعود إلى الدنيا ومتعلقاتها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015