المالكية وغيرهم ممن يقول: ليست الفخذ عورة، ولا حجة فيه، لأنه مشكوك في المكشوف هل هو الساقان أو الفخذان فلا يلزم منه الجزم بجواز كشف الفخذ.
2 - وفي هذا الحديث وفي استمرار كشف النبي صلى الله عليه وسلم ساقه مع حضور أبي بكر وعمر جواز تدلل العالم والفاضل بحضرة من يدل عليه من فضلاء أصحابه واستحباب ترك ذلك إذا حضر غريب أو صاحب يستحى منه.
3 - وفيه فضيلة عثمان رضي الله عنه وجلالته عند الملائكة.
4 - وفضيلة الحياء وأنه صفة جميلة من صفات الملائكة.
5 - ومن تبشيرهم بالجنة في الرواية الثالثة فضيلة هؤلاء الثلاثة.
6 - وأنهم من أهل الجنة.
7 - وفيه فضيلة لأبي موسى رضي الله عنه.
8 - وجواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا أمنت عليه فتنة الإعجاب.
9 - وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم لإخباره بقصة عثمان والبلوى وأن الثلاثة يستمرون على الإيمان والهدى.
10 - ومن قوله عند توقع البلاء "والله المستعان" استحباب قول ذلك عند مثل تلك الحال.
11 - ومن قول سعيد بن المسيب "فأولتها قبورهم" وقوع التأويل في اليقظة أي تأويل الإشارات إلى أحداث وهو الذي يسمى الفراسة وقد أخذ سعيد بن المسيب من اجتماع الصاحبين مع النبي صلى الله عليه وسلم على قف البئر وانفراد عثمان تجاههم اجتماعهم في الدفن وانفراد عثمان عنهم في البقيع وفي رواية "وقال سعيد: فأولت ذلك انتباذ قبره من قبورهم" وفي رواية زيادة "اجتمعوا هنا وانفرد عثمان" والظاهر أن هذا التأويل إنما وقع في نفس سعيد بعد دفنهم جميعا، فهو ربط بين أخبار ماضية وأحداث حدثت تصدقها.
12 - وفي وقوف أبي موسى على باب البئر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له بواب، وليس معنى ذلك أنه لم يكن له بواب لحظة من حياته، بل المعنى أنه لم يكن له بواب مرتب خاص بذلك على الدوام.
13 - ومن تدلية الصاحبين لساقيهما في البئر مدى حرص أبي بكر وعمر على موافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حركاته وسكناته.
14 - وفي هذا الفعل أيضا الحرص على راحة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ ربما لو لم يفعلا ذلك استحيا منهما فرفع ساقيه.
والله أعلم.