سألتك عن شيء تفعله من الأعاجيب بعد هذه المرة فلا تصحبني معك، قد بلغت إلى الغاية التي تعذر بسببها في فراقي، حيث خالفتك مرة بعد مرة.

({فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها}) قيل: القرية هي أنطاكية، وقيل: هي الأيلة، والمعنى استطعما بعض أهلها، أي طلبا طعاما، ولم يطلبوا ضيافة.

وفي الرواية الثالثة عشرة "حتى إذا أتيا أهل قرية لئاما، فطافا في المجالس، فاستطعما أهلها".

({فأبوا أن يضيفوهما}) أي أبوا مجرد إيوائهما، فضلا عن إطعامهما.

({فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه}) قيل: هدمه، فبناه، وفي الكلام مجاز لأن الجدار لا إرادة له.

وقيل: وجده مائلا، فقال له الخضر بيده هكذا. فأقامه، قال القرطبي: كونه مسحه بيده فأقامه هو الصحيح، وهو أشبه بأحوال الأنبياء عليهم السلام، واعترض بأنه غير ملائم لما بعد، إذ لا يستحق بمثله الأجر.

({قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا}) أي قال موسى عليه السلام ذلك تحريضا للخضر عليه السلام، وحثا على أخذ الأجرة، لحاجتهما إليها، وقيل: قاله تعريضا بأن فعله ذلك ليس في محله.

({قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا}) زاد في الرواية الثالثة عشرة "وأخذ بثوبه".

(وجاء عصفور) مجيئه مناسب لأن يكون بعد كشف السر، لكن السفينة كانت في أول الرحلة.

({أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها}) أي كانت لضعفاء، لا يقدرون على مدافعة الظلمة، أي كانت لهم ملكا، أو عارية، أو كانوا أجراء، واللام للاختصاص، يتعيشون منها، فأردت أن أجعلها ذات عيب، ولم أرد إغراق من بها، كما حسبت.

({وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا}) أي يأخذ كل سفينة صالحة غصبا يسخرها، أي فوجدها الملك معيبة، فتركها، فأصلحوها بقطعة خشب، وتكسبوا عليها.

({وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا}) في الرواية الثالثة عشرة "وأما الغلام فطبع يوم طبع كافرا، وكان أبواه قد عطفا عليه، فلو أنه أدرك أرهقهما طغيانا وكفرا".

-[فقه الحديث]-

-[يؤخذ من أحاديث الباب]-

1 - من قصة موسى عليه السلام، والحجر، الرواية الأولى والثانية معجزتان ظاهرتان لموسى عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015