في الحديث تصريح بأنه تعمد فقء عينه، قال النووي: فإن قيل: فقد اعترف موسى حين جاءه ثانيا بأنه ملك الموت؟ فالجواب أنه أتاه في المرة الثانية بعلامة، علم بها أنه ملك الموت، فاستسلم، بخلاف المرة الأولى.
أقول: وهذا بعيد أيضا، فالملائكة لا تحكمهم الصورة، والمختار عندي أنه خيل لموسى أنه فقأ عين ملك الموت، كما خيل إليه حين رآه في المرة الثانية أن الله رد له عينه، أو الكلام على التشبيه، أي فكأنه فقأ عينه، وكأن الله رد إليه عينه، وسيأتي مزيد لهذه المسألة في فقه الحديث.
(أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت) في الرواية الرابعة "إنك أرسلتني إلى عبد لك، لا يريد الموت، وقد فقأ عيني" وفي رواية "قال: يا رب، عبدك موسى فقأ عيني، ولولا كرامته عليك لشققت عليه"
(ارجع إليه، فقيل له: يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة) في الرواية الرابعة "ارجع إلى عبدي، فقل: الحياة تريد؟ "والكلام على الاستفهام، و"الحياة" مفعول مقدم "فإن كنت تريد الحياة، فضع يدك على متن ثور، فما توارت" أي فما غطت "يدك من شعره، فإنك تعيش بها سنة" والمتن بفتح الميم وسكون التاء الظهر.
(قال: أي رب، ثم مه؟ قال: ثم الموت) في الرواية الرابعة "قال: ثم مه؟ قال: ثم الموت" وفي الكلام طي، تقديره، فرجع ملك الموت إلى موسى، فقال له ما قال ربه، فقال موسى مناجيا ربه.
يا رب، ثم ماذا بعد هذه السنين؟ قال له ربه. ثم الموت يقع. و"مه" هي "ما" الاستفهامية، دخل عليها هاء السكت.
(قال: فالآن) الفاء في جواب شرط مقدر، أي إذا كانت النهاية الموت لا محالة فالمختار عندي الموت الآن، وفي الرواية الرابعة "فالآن من قريب".
(فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر) وفي الرواية الرابعة "رب أمتني" بفتح الهمزة وكسر الميم وسكون التاء، أي قريبا "من الأرض المقدسة رمية بحجر" أي مسافة رمية بحجر، وفي بعض النسخ "رب أدنني" بالدال ونونين.
(فلو كنت ثم لأريتكم قبره، إلى جانب الطريق، تحت الكثيب الأحمر) في الرواية الرابعة "عند الكثيب الأحمر" وهو التل من الرمال الحمراء.
وزعم ابن حبان أن قبر موسى بمدين، بين المدينة وبيت المقدس، وتعقبه الضياء بأن أرض مدين ليست قريبة من المدينة، ولا من بيت المقدس، قال: وهذا اشتهر عن قبر بأريحا، عنده كثيب أحمر، أنه قبر موسى "وأريحا" من الأرض المقدسة.
وفي بعض الروايات "فشمه شمة، تقبض روحه، وكان يأتي الناس خفية" أي وصار يأتي خفية "لقبض الأرواح قيل: عاش مائة وعشرين سنة".
(بينما يهودي يعرض سلعة له، أعطي بها شيئا كرهه - أو لم يرضه) قال