(قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال عمر ذلك) أي سكت عن قول "اسألوني".
(أولى) بفتح الهمزة وسكون الواو، وفتح اللام، وهي لفظة تهديد ووعيد، وقيل: كلمة تلهف، فعلى هذا يستعملها من نجا من أمر خطير، والصحيح المشهور أنها للتهديد، ومعناها قرب منكم ما تكرهونه، ومنه قول تعالى {أولى لك فأولى} [القيامة: 34] أي قاربك ما تكره، فاحذره، مأخوذ من الولي، وهو القرب.
(آنفا) أي قريبا، أي هذه المسألة، والمشهور فيها المد، ويقال بالقصر، وقرئ بهما في السبع، والأكثرون بالمد.
(في عرض هذا الحائط) عرض الحائط بضم العين جانبه.
(فقام ذاك الرجل، فقال: من أبي؟ قال: أبوك فلان) في الرواية السابعة "فقام عبد الله بن حذافة، فقال: من أبي؟ يا رسول الله، قال: أبوك حذافة" وفي الرواية الثامنة "فأنشأ رجل من المسجد" أي بدأ رجل الكلام من المسجد "كان يلاحى" بضم الياء، وفتح الحاء، أي كان يخاصم ويجادل "فيدعى لغير أبيه" بضم الياء وسكون الدال وفتح العين، أي ينسب لغير أبيه، زاد في الرواية التاسعة "فقام آخر، فقال: من أبي؟ يا رسول الله. قال: أبوك سالم، مولي شيبة" هذا الرجل هو سعد بن سالم مولى شيبة بن ربيعة، وزاد الطبري في رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان محمارا وجهه، حتى جلس على المنبر، فقام إليه رجل، فقال أين أنا؟ قال: في النار" وعند أحمد "فقال رجل: يا رسول الله، في الجنة أنا أو في النار؟ قال: في النار".
(ما سمعت بابن قط أعق منك) أي أنت أكثر الأبناء عقوقا لأمك.
(أأمنت أن تكون أمك قد قارفت بعض ما تقارف نساء أهل الجاهلية الزنا فتفضحها على أعين الناس؟ ) "قارفت" أي ارتكبت، والمراد بما تقارف نساء أهل الجاهلية الزنا، والجاهلية من كانوا قبل النبوة، ومعنى "فتفضحها" أي لو كنت من زنا، فنفاك عن أبيك حذافة فضحتني.
(والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته) وآمنت بصدق كلامه، فإنه لا ينطق عن الهوى.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من أحاديث الباب]-
1 - من الرواية الأولى حق الأعلى في الشرب قبل الأسفل، قال العلماء: الشرب من نهر أو مسيل غير مملوك، يقدم الأعلى فالأعلى، ولا حق للأسفل حتى يستغني الأعلى، وحده أن يغطي الماء الأرض، حتى يظهر على سطحها، ويرجع إلى الجدار، ثم يطلق، وقد أمر صلى الله عليه وسلم الزبير أولا أن يسامح ببعض حقه، إيثارا لحسن الجوار، فلما جهل الخصم واعترض استوفى لصاحب الحق حقه.