وسكون اللام، وقد تضم ما يراه النائم، ولم يحك النووي غير السكون، يقال: حلم بفتح اللام، يحلم بضمها، وأما الحلم بكسر الحاء وسكون اللام فهو من حلم يحلم، بضم اللام فيهما، وجمع الحلم والحلم بضم الحاء وكسرها أحلام.
قال النووي: قال المازري: معناه: يخلق الله ما يسر بغير حضرة الشيطان، ويخلق ما علم أنه يضر بحضرة الشيطان، فينسب إلى الشيطان مجازا، لحضوره عندها، وإن كان لا فعل له حقيقة، وليس معناه أن الشيطان يفعل شيئا، فالرؤيا اسم للمحبوب، والحلم اسم للمكروه، وقال غيره: أضاف الرؤيا المحبوبة إلى الله، إضافة تشريف، بخلاف المكروهة وإن كانتا جميعا من خلق الله تعالى وتدبيره وبإرادته، ولا فعل للشيطان فيهما، لكنه يحضر المكروهة ويرتضيها، ويسر بها. اهـ. كما أن الجميع عباد الله، ولو كانوا عصاة، وهو تصرف شرعي، وإلا فالكل يسمى رؤيا وحلما لغة.
وفي رواية "الصادقة" بدل "الصالحة" قال الحافظ ابن حجر: وهما بمعنى واحد، بالنسبة إلى أمور الآخرة، في حق الأنبياء، وأما بالنسبة إلى أمور الدنيا فالصالحة في الأصل أخص، فرؤيا النبي كلها صادقة، وقد تكون صالحة، وهي الأكثر، وغير صالحة بالنسبة للدنيا، كما وقع في رؤيا يوم أحد "بقر يذبح" وأما رؤيا غير الأنبياء فبينهما عموم وخصوص وجهي، يجتمعان في مادة وينفرد كل منهما في مادة أخرى، إن فسرنا الصادقة بأنها التي لا تحتاج إلى تعبير، فيجتمعان في رؤيا سارة لا تحتاج إلى تعبير، وتنفرد الصالحة في السارة التي تحتاج إلى تعبير فهي صالحة غير صادقة بنفسها، وتنفرد الصادقة برؤيا سوء لا تحتاج إلى تعبير، فهي صادقة، غير صالحة، وأما إن فسرنا الصادقة بأنها غير الأضغاث، فالصالحة أخص مطلقا، أي فبينهما عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في مادة، وينفرد الأعم في مادة أخرى فتجتمع الصادقة والصالحة في غير الأضغاث السارة، وتنفرد الصادقة في غير الأضغاث السيئة. وقال الإمام نصر بن يعقوب الدينوري: الرؤيا الصادقة ما يقع بعينه أو ما يعبر في المنام، أو يخبر به من لا يكذب، والصالحة ما يسر. اهـ.
(فإذا حلم أحدكم حلما يكرهه) في الرواية الثانية "فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه" وفي الرواية الثالثة "فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا" وفي الرواية الخامسة "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها" فالكراهة قد تكون لكل ما جاء في الحلم، أو لبعض ما جاء في الرؤيا.
(فلينفث عن يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لا تضره) وفي ملحق الرواية الثانية "وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" وفي الرواية الثالثة "ولا يخبر بها أحدا" وفي الرواية الرابعة "وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها" وفي الرواية الخامسة "وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا" وفي الرواية الثالثة عشرة "إذا حلم أحدكم فلا يخبر أحدا بتلعب الشيطان به في المنام" وفي الرواية الخامسة عشرة "لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام" وفي الرواية السادسة عشرة "لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك" وفيها "لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه" وفي الرواية السابعة عشرة "إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس".
فمجموع الآداب المطلوبة خمسة:
1 - النفث: واختلف فيه والتفل، فقيل: هما بمعنى، ولا يكونان إلا بريق، وقال أبو عبيد: يشترط في