4932 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير".
-[المعنى العام]-
شرع الله السلام بين عباده ليستأنسوا، فلا يستوحش مسلم من مسلم، ولينمو الود، وتزداد المحبة والتآلف، وقد بين صلى الله عليه وسلم المطالب بالبدء بالسلام، لئلا يكون للناس حجة، ولئلا يلقي بعضهم التبعة على بعض، ولئلا يتكاسل البعض في انتظار ابتداء البعض، فقال: ليبدأ الصغير سناً بالسلام على الكبير، والمار ماشياً أو راكباً على القاعد والمضطجع، والقليل عدداً على الكثير. وكانوا يقولون في الجاهلية: أنعم صباحاً، وأنعم مساء، فلما جاء الإسلام نهوا عن ذلك، وأبدلهم الله السلام تحية بينهم، والسلام تحية الملائكة، قال تعالى: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب* سلام عليكم} [الرعد: 24] وهو تحية الله لأنبيائه، قال تعالى {سلام على نوح في العالمين} [الصافات: 79] وهو تحية أهل الجنة بعضهم لبعض قال تعالى {وتحيتهم فيها سلام} [يونس: 10].
-[المباحث العربية]-
(يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير) وفي رواية للبخاري "يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد" والمار أعم من أن يكون راكباً، أو ماشياً، وعند الترمذي وصححه، والنسائي وصحيح ابن حبان "يسلم الفارس على الماشي، والماشي على القائم" والقائم هذا أعم من أن يكون جالساً أو واقفاً أو متكئاً أو مضطجعاً، وسيأتي تفصيل الصور والأحكام في فقه الحديث.
-[فقه الحديث]-
يمكن حصر نقاط الحديث في خمس نقاط:
1 - حكم إلقاء السلام، والرد عليه.
2 - لفظهما المطلوب شرعاً، وحكم ألفاظ التحيات الجارية.