"بمقبل" قال النووي: وهذا الذي أنكره القاضي ليس بمنكر، بل هو المشهور، وهو صحيح في الرواية وفي المعنى.

(كانت جويرية اسمها برة) جويرية بنت الحارث، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، إحدى أمهات المؤمنين. و"برة" بفتح الباء وتشديد الراء، مشتقة من البر، بكسر الباء، والله أعلم بأهل البر، ففي هذا الاسم تزكية للنفس، وكما وقع لجويرية وقع لزينب بنت جحش، كما في الرواية الثامنة عشرة، ولزينب بنت أم سلمة، كما في الرواية الثامنة عشرة والتاسعة عشرة.

(إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك) فسرت "أخنع" لأحمد بن حنبل بأوضع، أي أذل، قال عياض: معناه أشد الأسماء صغاراً، والخانع الذليل، وخنع الرجل ذل، قال ابن بطال، وإذا كان الاسم أذل الأسماء كان من تسمى به أشد ذلاً. اهـ وفيه نظر، فتسميته ليست من فعله، وقد لا يملك التغيير، وفسر الخليل "أخنع" بأفجر، فقال: الخنع الفجور، يقال: أخنع الرجل إلى المرأة إذا دعاها للفجور، وقيل: أخبث، وقيل: أقبح، ووقع في رواية البخاري "أخنى الأسماء" من الخنا بفتح الخاء وتخفيف النون، وهو الفحش، وقد يكون بمعنى أهلك الأسماء لصاحبه، والخنى الهلاك، يقال: أخنى عليه الدهر، أي أهلكه، وقال أبو عبيد: روي "أنخع" أي أقتل، والنخع القتل الشديد، و"ملك" بكسر اللام، و"الأملاك" جمع "ملك" بفتح الميم وكسر اللام، ومثله "ملوك" جمع مليك.

(شاهان شاه) بسكون النون، وبهاء في آخره، وليست هاء تأنيث، فلا تقال بالتاء أصلاً، قال الحافظ ابن حجر: وقد تعجب بعض الشراح من تفسير سفيان بن عيينة اللفظة العربية باللفظة العجمية، وأنكر ذلك آخرون، وهو غفلة منهم عن مراده، وذلك أن لفظ "شاهان شاه" كان قد كثر التسمية به في ذلك العصر، فنبه سفيان على أن الاسم الذي ورد الخبر بذمه لا ينحصر في "ملك الأملاك" بل كل ما أدى معناه، بأي لسان كان، فهو مراد بالذم.

قال: وقوله "شاهان شاه" هو المشهور في روايات هذا الحديث، وحكى عياض عن بعض الروايات "شاه شاه" بتنوين الأول، وزعم بعضهم أن الصواب "شاه شاهان" وليس كذلك، لأن قاعدة العجم تقديم المضاف إليه على المضاف، فإذا أرادوا "قاضي القضاة" بلسانهم، قالوا: موبذان موبذ، فموبذ هو القاضي، وموبذان جمعه، فكذا "شاه" هو الملك، و"شاهان" هو الملوك.

(أغيظ رجل على الله يوم القيامة، وأخبثه، وأغيظه عليه، رجل .... ) قال النووي: هكذا وقع في جميع النسخ، بتكرير "أغيظ" قال القاضي: ليس تكريره صحيح الكلام، بل فيه وهم من بعض الرواة، بتكريره أو تغييره، قال: وقال بعض الشيوخ: لعل أحدهما "أغنط" بالنون والطاء، أي أشده عليه، والغنط شدة الكرب. اهـ

وإطلاق "أغيظ" ونسبة الغيظ إلى الله تعالى مؤول بالغضب، قاله الماوردي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015