إلا: يا رسول الله، يا نبي الله، ولكن لعلاقة الكنية به التفت إليه لا شعورياً، ربما وقع في نفسه أن المنادي أعرابي قريب العهد بالإسلام وبالحضارة.
(يا رسول الله، إني لم أعنك) يقال: عني بالقول كذا، بفتح العين والنون، يعنيه، عيناً وعناية، أراده وقصده، أي لم أقصدك يا رسول الله.
(تسموا باسمي) "تسموا" بفتح الميم المشددة، وفي الرواية الرابعة والسادسة "سموا" بتشديد الميم المضمومة، وفي الرواية السابعة "أسم ابنك عبد الرحمن" بفتح همزة القطع وسكون السين، أمر من أسمي، يقال: أسمي الشيء كذا، وأسمي الشيء بكذا، جعله له اسماً.
(ولا تكنوا بكنيتي) "تكنوا" بفتح التاء والكاف وتشديد النون المفتوحة، وأصله تتكنوا، فحذفت إحدى التاءين للتخفيف، وفي الرواية الثالثة والسادسة وملحق الخامسة "ولا تكتنوا بكنيتي" يقال: كنى عن كذا بفتح الكاف وفتح النون مخففة، يكني بفتح الياء وسكون الكاف وكسر النون، كناية، تكلم بما يستدل عليه، ولم يصرح، وفي رواية "ولا تكنوا" بفتح التاء وسكون الكاف وضم النون "بكنوتي" بالواو بدل الياء قال الحافظ ابن حجر: وهي بمعناها، كنونة وكنية بمعنى. اهـ ويقال: كنى عن كذا بكذا، فهو كان، إذا ذكر شيئاً بغير ما يستدل به عليه صريحاً، ويقال: أكناه، بالهمزة، وكناه بتشديد النون، بمعنى كناه بتخفيفها، ويقال: تكنى بكذا، بفتح التاء والكاف وتشديد النون، أي تسمى به، والعلم يأتي اسماً وكنية ولقباً، فاللقب ما أشعر بمدح أو ذم، والكنية ما صدرت بأب أو أم. وهذا هو المشهور، وقد تكون مصدرة بابن أو بنت، أو أخ أو أخت، أو عم أو عمة، أو خال أو خالة، وما عداهما يقال له: الاسم، ونستعمل الكنية مع الاسم واللقب، أو بدونهما، تفخيماً لشأن صاحبها أن يذكر اسمه مجرداً، وتكون لأشراف الناس، وربما كني الطفل والصبي تفاؤلاً، وقد اشتهرت الكنى عند العرب، وقد يكون للواحد كنية واحدة، وقد يكون له أكثر من كنية، وقد يشتهر باسمه وكنيته جميعاً، وقد يشتهر بأحدهما.
(ولد لرجل منا غلام) أي "منا" معشر الأنصار، ففي الرواية السادسة "أن رجلاً من الأنصار، ولد له غلام ... " وفيها "فقال صلى الله عليه وسلم: أحسنت الأنصار" ويحتمل "منا" من قومنا وقبيلتنا وأسرتنا، لقوله "فقال له قومه" أي أقاربه الذين يجتمعون عنده، في مثل هذه المناسبة، قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسم الرجل المذكور.
(فسماه محمداً) في الرواية السادسة "فأراد أن يسميه محمداً" وفي الرواية السابعة "فسماه القاسم" وفي رواية "فأراد أن يسميه القاسم" ورجحها الحافظ ابن حجر لقوله في الرواية السابعة "لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عيناً" ورجح غيره الرواية الأولى، لقوله في الرواية الثالثة "لا ندعك تسمى باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم" ويحتمل أنه أراد أن يسميه واحداً من الاسمين، فذكر بعضهم هذا وذكر بعضهم ذاك، وكان رد بعضهم على الاقتراح الأول "لا ندعك تسمي باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا نكنيك برسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نقول لك: "يا أبا محمد، وكان رد