الصحابة بخواتيمهم المنقوشة باسمه، فسكن غضبه، وعاد إلى خاتمه المنقوش باسمه، يلبسه تارة، ويختم به تارة، ويحفظه عند أمين تارة. أما الصحابة فقد اتخذوا خواتيم أخرى من فضة، بعضهم لم ينقش عليها، وبعضهم نقش عليها اسمه، أو ذكر الله تعالى. رضي الله عنهم أجمعين.

-[المباحث العربية]-

(نهى عن خاتم الذهب) في الكلام مضاف محذوف، وهناك قيد ملاحظ من أدلة أخرى، في الكلام مضاف محذوف، والتقدير: نهى عن لبس خاتم الذهب للرجال، والإضافة بمعنى "من" أي خاتم من الذهب.

(فنزعه، فطرحه) أي أخرجه من إصبع يد الرجل، فرماه.

(يعمد أحدكم إلى جمرة من نار، فيجعلها في يده) في الكلام مجاز مرسل من إطلاق المسبب وإرادة السبب، أو استعارة تصريحية، بتشبيه الخاتم بجمرة من النار، بجامع إيذاء كل.

(خذ خاتمك، انتفع به) بالبيع أو الهبة، أو إعطائه إحدى نسائك.

(والله لا آخذه أبداً، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم) جملة "وقد طرحه" حالية.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطنع خاتماً من ذهب) أي جعل صانعاً يصنعه له، وفي الخاتم ثمان لغات: فتح التاء وكسرها وبتقديم التاء على الألف مع كسر الخاء "ختام" و"خيتوم" و"ختم" بفتح الخاء وسكون التاء، و"خاتام" بألف بعد الخاء، وألف بعد التاء، و"خاتيام" بزيادة ياء عما قبلها، وبحذف الألف الأولى "خيتام".

قال الحافظ ابن حجر: والحق أن الختم والختام مختص بما يختم به، وأما ما يتزين به فليس فيه إلا ستة.

و"خاتم" يجمع على "خواتم" و"خواتيم" وعلى "خياتيم" و"خياتم".

(فكان يجعل فصه في باطن كفه إذا لبسه) "الفص" بفتح الفاء، وحكي كسرها وضمها. والمعنى كان يجعل فصه في جهة باطن كفه، وهذا هو المراد من قوله في الرواية نفسها "وأجعل فصه من داخل" وفي الرواية الخامسة "وكان إذا لبسه جعل فصه مما يلي بطن كفه" وفي الرواية الثالثة عشرة "كان يجعل فصه مما يلي كفه" وذلك ليكون أبعد من التزين.

(فصنع الناس) المفعول محذوف، أو فصنع الناس خواتم مثله، من ذهب، ولبسوها.

(ثم إنه جلس على المنبر، فنزعه، فقال .... ) جلوسه على المنبر وقوله وفعله صلى الله عليه وسلم لظهور مقارنة القول للفعل، للأهمية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015