(ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ ) "بيوتكما" قال النووي: بضم الباء وكسرها، لغتان، قرئ بهما في السبع، وجمع "بيوت" جائز، كالتثنية والإفراد.
(الجوع) بالرفع، فاعل لفعل محذوف، أي أخرجنا الجوع، قال النووي: معناه أنهما لما كانا عليه من مراقبة الله تعالى، ولزوم طاعته، والاشتغال به، فعرض لهما هذا الجوع الذي يزعجهما ويقلقهما، ويمنعهما من كمال النشاط للعبادة، وتمام التلذذ بها، سعياً في إزالته بالخروج في طلب سبب مباح، يدفعانه به، وهذا من أكمل الطاعات، وأبلغ أنواع المراقبات، وقد نهي عن الصلاة مع مدافعة الأخبثين، وبحضرة طعام تتوق النفس إليه. اهـ
(قال: وأنا) قال النووي: هكذا هو في بعض النسخ "وأنا" بالواو، وفي بعضها "فأنا" بالفاء.
(قوموا. فقاموا معه) قال النووي: هكذا هو في الأصول بضمير الجمع، وهو جائز بلا خلاف -على اعتبار أن الجمع ما فوق الواحد -لكن الجمهور يقولون: إطلاقه على الاثنين مجاز، وآخرون يقولون: حقيقة.
(فأتى رجلاً من الأنصار) هو أبو الهيثم -مالك بن التيهان- بفتح التاء وتشديد الياء.
(مرحباً وأهلاً) كلمتان معروفتان للعرب، أي صادفت رحباً وسعة، وأهلاً تأنس بهم، مفعولان لفعلين محذوفين.
(أين فلان؟ ) اللفظ الذي نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو اسم الرجل، أبو الهيثم مالك، وفلان تعبير من الراوي، كناية عن الاسم.
(ذهب يستعذب لنا من الماء) أي ذهب يطلب لنا العذب الطيب من الماء، ليحضره لنا.
(إذ جاء الأنصاري) "إذ" ظرف لقالت، وجملة "جاء الأنصاري" مضاف لإذ، أي قالت كذا وقت مجيء الأنصاري.
(فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه) نظرة فرح وسرور وترحيب.
(ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني) المقصود من النفي نفي الانبغاء، أي ما ينبغي وما يصح أن يكون أحد أكرم أضيافاً مني اليوم، و"أكرم" خبر "ما" منصوب عند الحجازيين، لأنهم يعملونها عمل ليس، و"أضيافاً" معمول لأكرم.
(فجاءهم بعذق، فيه بسر وتمر ورطب) العذق بكسر العين وسكون الذال، وهو غصن النخل ذو الفروع الحاملة للثمرة، والبسر ثمر النخل قبل أن يرطب، والعذق يذكر ويؤنث، وعليه قال "كلوا من هذه" وإنما أتى بهذا العذق الملون ليكون أطرف، وليجمعوا بين أكل الأنواع، فقد يطيب لبعضهم هذا، ولبعضهم هذا، أما العذق بفتح العين فهو النخلة، كلها، وليس مراداً هنا.