وقيل: المراد من الظهور البيان والبروز وعدم الاستتار، فهم ظاهرون في الناس، وعلى الناس، منكشفون في مواقفهم ومواقعهم، مجاهدون بإيمانهم ومبادئهم.
ويمكن أن تتصف الطائفة الواحدة بهذه المعاني الثلاثة، بأن تكون متمكنة من الحق، متمسكة به، مدافعة عنه، غالبة أعداءهم، منكشفين للناس في مواقعهم ومواقفهم.
وفي الرواية الثامنة "لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق" قال علي بن المديني: المراد بأهل الغرب العرب، والمراد بالغرب الدلو الكبير، لاختصاصهم بها غالبا، وقال آخرون: المراد به الغرب من الأرض، أي المغرب بالنسبة للحجاز، وهو إقليم الشام، كما جاء في حديث معاذ، وعند أحمد أنهم ببيت المقدس" وعند الطبراني "يقاتلون على أبواب دمشق، وما حولها" وقيل: المراد بالغرب القوة في الجهاد، ويمكن الجمع بأن المراد قوم شاميون أهل قوة يسقون بالدلو.
(حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) في الرواية الثانية "حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون" وفي الرواية الخامسة "وهم ظاهرون على الناس" والمراد بأمر الله هبوب الريح الواردة في الرواية السابعة، وهي من مقدمات يوم القيامة، فقوله في الرواية الرابعة والسادسة "إلى يوم القيامة" فيه مجاز المشارفة، أي إلى قرب يوم القيامة، وقوله في الرواية الثالثة "حتى تقوم الساعة" وفي السابعة "حتى تأتيهم الساعة" فيه مجاز المشارفة أيضا، أو المراد بالساعة ساعتهم.
(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) أي يفهمه في الدين، يقال: فقه بفتح الفاء وضم القاف إذا صار الفقه له سجية، وفقه بفتح الفاء والقاف إذا سبق غيره إلى الفهم، وفقه بفتح الفاء وكسر القاف إذا فهم، والتنكير في "خيرا" للتعظيم، لأن المقام يقتضيه.
(مسلمة بن مخلد) "مسلمة" بفتح الميم واللام، بينهما سين ساكنة، و"مخلد" بضم الميم وفتح الخاء واللام المشددة.
(كريح المسك) خبر لمبتدأ محذوف، أي ريحها كريح المسك.
-[فقه الحديث]-
أشار البخاري إلى هذه الطائفة بقوله: وهم أهل العلم.
وعزا إلى علي بن المديني قوله: إنهم أصحاب الحديث.
وأخرج الحاكم في علوم الحديث بسند صحيح عن أحمد قوله: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم؟
قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.
وقال النووي: يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع المؤمنين، ما بين شجاع وخبير