للقتال، قال تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} [الأنفال: 60] اهـ وذكر اليوم والليلة في الحديث يشعر بأن أقله ذلك شرعا. قاله العلماء.
(وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله) أي استمر متجددا ثواب عمله الذي كان يعمله، كأنه يعمله فعلا، وفاعل "مات" ضمير يعود على المرابط، المفهوم من "رباط".
(وأجري عليه رزقه) أي استمر رزقه بعد موته، وذلك من رزق الجنة.
(وأمن الفتان) قال النووي: ضبطوا "أمن" بوجهين: أحدهما "أمن" بفتح الهمزة وكسر الميم، والثاني "أومن" بضم الهمزة وبعدها واو، وأما "الفتان" فقال القاضي: رواية الأكثرين بضم الفاء، جمع "فاتن" قال، ورواية الطبري بالفتح، وفي رواية أبي داود "أومن من فتاني القبر".
-[فقه الحديث]-
قال النووي: هذه فضيلة -ظاهرة للمرابط، وجريان عمله بعد موته فضيلة مختصة به، لا يشاركه فيها أحد، وقد جاء صريحا في غير مسلم "كل ميت يختم على عمله، إلا المرابط، فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة" أما إجراء الرزق فهو موافق للشهداء، لقوله تعالى {أحياء عند ربهم يرزقون} [آل عمران: 169].
وعند البخاري "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها" وعند أحمد والترمذي وابن ماجه "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل" قال ابن بزيزة: ولا تعارض، لأنه يحمل على الإعلام بالزيادة في الثواب عن الأول، أو باختلاف العاملين. اهـ. ولا تعارض بين حديث البخاري وبين حديثنا، لأن صيام شهر وقيامه خير من الدنيا وما عليها.