والتسرع، وإلزام بالمتابعة والطاعة، أي لا يتقدمن من أحد منكم إلى فعل شيء بدون أمري أو فعلي.

(قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض) من إطلاق المسبب وإرادة السبب، أي قوموا إلى قتال أعدائكم، لتفوزوا بالجنة، فورا إن استشهدتم، وبعد طول أجل إن انتصرتم.

(يقول عمير بن الحمام الأنصاري) "يقول" تعبير عن الماضي بالمضارع استحضارا للصورة، و"عمير" بضم العين وفتح الميم، والحمام بضم الحاء وتخفيف الميم.

(يا رسول الله، جنة عرضها السموات والأرض؟ ) الكلام على الاستفهام التعجبي بحذف الأداة.

(قال: بخ بخ) قال النووي "بخ" فيها لغتان: إسكان الخاء، وكسرها منونا، وهي كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير. اهـ. وتقال عند الرضا والإعجاب بالشيء، أو المدح، أو الفخر، وأكثر ما تستعمل مكررة.

(ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ ) لعل الرسول صلى الله عليه وسلم خشي أن يكون التعجب والتفخيم مشعرا بالاستبعاد والاستغراب، فسأله عن مقصوده.

(قال: لا.) أي لا أستبعد ولا أستغرب.

(والله يا رسول الله، إلا رجاءة أن أكون من أهلها) الاستثناء من عموم العلل، أي ما قلتها لعلة من العلل، ولا بدافع من الدوافع إلا بدافع الرجاء أن أكون من أهلها. قال النووي: هكذا هو في أكثر النسخ المعتمدة "رجاءة" بالمد، ونصب التاء، وفي بعضها "رجاء" بلا تنوين، وفي بعضها بالتنوين، وكله صحيح معروف في اللغة، ومعناه: والله ما فعلته لشيء إلا لرجاء أن أكون من أهلها.

(قال: فإنك من أهلها) بشر بالشهادة، وبالجنة، وإخباره صلى الله عليه وسلم بذلك عن طريق الوحي.

(فأخرج تمرات من قرنه) قال النووي: هو بقاف وراء مفتوحتين، ثم نون، أي جعبة النشاب، ووقع في بعض نسخ المغاربة فيه تصحيف. اهـ.

(سمعت أبي -وهو بحضرة العدو- يقول) جملة "يقول" حال، وجملة "وهو بحضرة العدو" حال أيضا. قال النووي: "بحضرة" بفتح الحاء وضمها وكسرها، ثلاث لغات، ويقال أيضا: "بحضر" بفتح الحاء والضاد، محذوف الهاء. اهـ. وفي كتب اللغة: الحضرة الحضور، يقال: كلمته في حضرة فلان، أي في حضوره، ويقال: كنت بحضرة العدو، أي قريبا منه.

(إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف) قال النووي: قال العلماء: معناه أن الجهاد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015