(فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا) "أن" مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة بعدها خبرها، و"تركوا" بالبناء للمجهول، أي تركهم الله تعالى، دون تحقيق مطلبهم لأنه مستحيل، إذ سبق القول عنده أن لا رجعة.
(أي الناس أفضل) قال: رجل يجاهد ... إلخ. قال القاضي: هذا عام مخصوص، وتقديره هذا من أفضل الناس، وإلا فالعلماء أفضل، وكذلك الصديقون.
(مؤمن في شعب من الشعاب) الشعب بكسر الشين انفراج بين جبلين، واختيار الشعب لأنه في الأغلب يكون خاليا من الناس، فالمقصود البعد عن الناس.
(يعبد ربه، ويدع الناس من شره) في رواية البخاري "مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله، ويدع الناس من شره" وفي رواية "معتزل في شعب، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور الناس، وفي الرواية الثانية والعشرين "يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه، حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خير".
(من خير معاش الناس لهم) المعاش هو العيش، وهو الحياة، والمعنى من خير أحوال عيشة الناس رجل
(رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه) أي يسارع على ظهره.
(كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه) أي كلما سمع صوتا ينذر بالعدو، والهيعة بفتح الهاء وإسكان الياء كل صوت يفزع، والفزعة بإسكان الزاي النهوض إلى العدو.
(يبتغي القتل والموت مظانه) أي في مظانه ومواطنه التي يرجى فيها، لشدة رغبته في الشهادة.
(أو رجل في غنيمة) بضم الغين وفتح النون، تصغير غنم، أي في مجموعة قليلة من الغنم.
(على رأس شعفة من هذه الشعف) الشعفة بفتح الشين والعين والفاء أعلى الجبل، وجمعها شعف، بفتحات، وشعاف بكسر الشين، وشعوف بضم الشين.
-[فقه الحديث]-
يمكن حصر نقاط الباب في ثلاث نقاط:
الأولى: فضل الجهاد [الخروج للغزو، والرباط في سبيل الله] وحكم الجهاد، وأجر المجاهد، والجمع بين أحاديث فضله، وأحاديث فضل غيره.
الثانية: الشهادة، فضلها -وفضل الإصابة في القتال.