المشركون، وعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد ليالي، ثم عاد إلى المدينة، وقد غاب خمس ليال، وتعرف بغزوة حمراء الأسد.
وعلى رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة كانت سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي على قطن، وهو جبل بناحية فيد، به ماء لبني أسد بن خزيمة، إذ بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طليحة وسلمة ابني خويلد قد سارا في قومهما ومن أطاعهما يدعوان إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقد اللواء لأبي سلمة، وبعث معه مائة وخمسين رجلا فرجعوا سالمين غانمين إبلا وشاء، ولم يلقوا أحدا.
وبعد أيام من سرية أبي سلمة كانت سرية عبد الله بن أنيس إلى عرنة وما والاها، وعلى رأس ستة وثلاثين شهرا كانت سرية المنذر بن عمرو إلى بئر معونة، وذلك أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان أرسلوا وفودا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبوا منه نفرا من أصحابه إلى قومهم، رجاء أن يسلموا، ويجيبوا دعوته، فبعث معهم بسبعين من القراء، فغدروا بهم وقتلوهم عند بئر معونة، فقنت صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.
وعلى رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة كانت سرية مرثد بن أبي مرثد إلى الرجيع، وذلك أن رهطا من عضل والقارة، جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاما، فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهونا ويقرئونا القرآن ويعلمونا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم عشرة، فخرجوا معهم، حتى إذا كانوا بالرجيع -وهو ماء لهذيل، على سبعة أميال من عسفان- غدروا بهم، واستصرخوا عليهم هذيلا، فخرج إليهم بنو لحيان، فقتلوا بعضهم وأسروا بعضهم، وباعوهم بمكة.
وعلى رأس سبعة وثلاثين شهرا من الهجرة كانت غزوة بني النضير.
وعلى رأس خمسة وأربعين شهرا من الهجرة كانت غزوة بدر الموعد، وهي غير بدر القتال، وذلك أن أبا سفيان لما انصرف من أحد نادى: الموعد بيننا وبينكم بدر الصفراء، رأس الحول، نلتقي بها فنقتتل، فلما دنا الموعد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف وخمسمائة حتى وصل بدرا، وخرج أبو سفيان في ألفين، حتى انتهوا إلى مر الظهران، ثم رجعوا. وهي غزوة بدر الصغرى.
وعلى رأس سبعة وأربعين شهرا من الهجرة كانت غزوة ذات الرقاع، التي سنتحدث عنها في الباب التالي.
وعلى رأس تسعة وأربعين شهرا من الهجرة كانت غزوة دومة الجندل إذ بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بدومة الجندل جمعا كبيرا من الكفار، وأنهم يظلمون من مر بهم، وأنهم يريدون أن يدنوا من المدينة -وهي طرف من أطراف الشام، بينها وبين المدينة خمس عشرة ليلة، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من المسلمين، فلما دنا منهم هربوا. وفي هذه الغزوة وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن.
وفي شعبان من السنة الخامسة من الهجرة كانت غزوة المريسيع، وذلك أن الحارث بن أبي ضرار سار في قومه ومن قدر عليه من العرب، فدعاهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه خلق كثير من المنافقين على رأسهم عبد الله بن أبي، وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ماء