وفي القرآن الكريم {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] والجمع عشائر وفي رواية "يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قومك وأهلك استبقهم لعل الله تعالى أن يتوب عليهم".
(ولكني أرى أن تمكنا) بضم التاء وفتح الميم وتشديد الكاف المكسورة أي تمكنا منهم ومن ضرب رقابهم وفي رواية "يا رسول الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك قدمهم فاضرب أعناقهم".
(فتمكن عليا من عقيل) أخيه ابن أبي طالب.
(وتمكني من فلان -نسيبا لعمر- فأضرب عنقه) "فلان" كنى به الراوي عن اسم نطق به عمر و"نسيبا" حال منه وفي رواية أحمد "قريبا لعمر وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين".
(فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها) "الصناديد" جمع صنديد بفتح الصاد وكسرها وهو الشديد وكان الظاهر أن يقول "وصناديده" ليعود الضمير على الكفر أو "وصناديدهم" ليعود الضمير على أئمة الكفر قال النووي: والضمير في "صناديدها" يعود على "أئمة الكفر" أو مكة اهـ. وفي عوده على أئمة الكفر نظر وفي عوده على مكة عود على ما لم يسبق له ذكر والأولى منه على هذا أن يعود على قريش فصناديد قريش أشهر من صناديد مكة ورواية أحمد "هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم" فلعل اللفظ في روايتنا سهو من الناسخ.
وفي رواية أحمد والترمذي والحاكم "وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب فأضرمه عليهم نارا فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئا فقال أناس: يأخذ بقول أبي بكر وقال أناس: يأخذ بقول عمر وقال أناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله تعالى ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن وإن الله سبحانه ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم عليه السلام قال {فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} [إبراهيم: 36] ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى -عليه السلام- قال {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118] ومثلك يا عمر كمثل موسى عليه السلام إذ قال {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم} [يونس: 88] ومثلك يا عمر مثل نوح -عليه السلام- إذ قال {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} [نوح: 26] ثم قال لأصحابه: أنتم عالة -أي فقراء محتاجون فلا يفلتن أحد من الأسرى إلا بفداء أو ضرب عنق.
(فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت) أي فنفذ إشارة أبي بكر وفي رواية لأحمد "فأخذ منهم الفداء" و"هوي" بكسر الواو أي أحب ذلك واستحسنه يقال: هوي الشيء بكسر الواو يهوى بفتحها هوى والهوى المحبة أما هوى بفتح الواو يهوي بكسرها فمعناه سقط قال النووي: "ولم يهو ما قلت" هكذا هو في بعض النسخ "ولم يهو" وفي كثير منها "ولم يهوي" وهي لغة قليلة بإثبات حرف العلة مع الجازم ومنه قراءة من قرأ {إنه من يتق ويصبر} [يوسف: 90] بالياء ومنه قول الشاعر: ألم يأتيك والأنباء تنمي.