(ثم إن الناس رجعوا) في رواية للبخاري "ثم تراجعوا" وسيأتي في غزوة حنين كيف رجعوا.
(وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم) معطوف على مطوي أي وشدوا على المشركين فهزموهم وغنموا أموالهم.
(من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه) بفتح السين واللام وهو ما يوجد مع المحارب من ملبوس وغيره عن الجمهور وعن أحمد: لا تدخل الدابة وعن الشافعي: يختص بأداة الحرب وسيأتي الكلام عن البينة في فقه الحديث والمراد بها الشهود.
(من يشهد لي؟ ) أي بأني قتلت قتيلا؟ صفته كذا؟ في مكان كذا؟ فلم يجبه أحد ففي بعض الروايات "فلم أر أحدا يشهد لي".
(فقصصت عليه القصة) أي والقوم يسمعون.
(فقال رجل من القوم) في رواية للبخاري "فقال رجل من جلسائه" ذكر الواقدي أن اسمه أسود بن خزاعي قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر لأن في الرواية الصحيحة أن الذي أخذ السلب قرشي.
(سلب ذلك القتيل عندي فأرضه من حقه) في رواية "فأرضه مني"
(لاها الله إذا) "إذا" بالألف والتنوين قال الحافظ ابن حجر: هكذا ضبطناه في الأصول المعتمدة من الصحيحين وغيرهما. فأما "لاها" فقال الجوهري "ها" للتنبيه وحرف القسم محذوف والأصل: لا والله قال ابن مالك: فيه شاهد على جواز الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه قال: ولا يكون ذلك إلا مع الله. اهـ. وقد نقل الأئمة الاتفاق على جر لفظ الجلالة.
وأما "إذا" فثبتت في جميع الروايات المعتمدة والأصول المحققة من الصحيحين وغيرها بكسر الألف ثم ذال منونة وأنكر ذلك الخطابي وأهل اللغة وقالوا: هو تغيير من الرواة وصوابه "لاها الله ذا" بغير ألف في أوله والمعنى لا -والله- يكون ذا أو وإن ذا يميني وقسمي أي لا والله هذا ما أقسم به وقد أطال الحافظ ابن حجر في هذا اللفظ فمن أراد الإطناب فيه فليرجع إليه.
(لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه) أي سلب قتيله أي لا يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل كأنه أسد في الشجاعة يقاتل عن دين الله ورسوله فيأخذ حقه ويعطيك بغير طيبة من نفسه و"لا يعمد" ضبطوه بالياء والنون وكذا قوله "فيعطيك" بالياء والنون.
(صدق فأعطه إياه فأعطاني) أي صدق القائل والأمر في "فأعطه" للرجل الذي اعترف بأن السلب عنده والمفعول الثاني في "فأعطاني" محذوف أي فأعطاني السلب.