أخماسها للمقاتلين والخمس لرسول الله يصرفه في المواطن المذكورة في الآية وينفل منه ما شاء لمن شاء من المقاتلين أو لبعض السرايا كما حدث للسرية التي صحبها ابن عمر فقد غنموا إبلا كثيرة قيل: بلغت مائة وخمسين بعيرا وكانوا عشرة فكان نصيب الواحد من الأربعة أخماسها اثني عشر بعيرا ونفلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كل واحد منهم بعيرا فكان نصيب ابن عمر رضي الله عنهما -بعيرا عجوزا كبيرا مسنا.
-[المباحث العربية]-
(الأنفال) جمع "نفل" كجمل وأجمال ووتد وأوتاد يقال: نفل الكريم فلانا بفتح الفاء إذا أعطاه نافلة من المعروف ينفل -بضم الفاء نفلا بسكونها ويقال: نفل القائد الجند أي جعل لهم ما غنموا أو أعطاهم زيادة على نصيبهم الواجب لهم وهذا الثاني هو المقصود هنا وتنفل المصلي صلى النوافل والنافلة ما زاد على النصيب أو ما زاد على الحق أو ما زاد على الفرض وتطلق على الغنيمة والهبة والغنيمة في الأصل هي المال المأخوذ من الكفار بإيجاف الخيل والركاب وأما الفيء فما أخذ منهم بغير ذلك كالأموال التي يصالحون عليها.
(عن مصعب بن سعد عن أبيه) سعد بن أبي وقاص.
(أخذ أبي من الخمس سيفا) "الخمس" بضم الخاء والميم ما يؤخذ من الغنيمة وكانت الغنائم تقسم على خمسة أقسام فيعزل خمس منها لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف في مصارف حددها قوله تعالى {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} وسيأتي في فقه الحديث متى فرض؟ وأوجه صرفه من بعده صلى الله عليه وسلم.
وفي الرواية الثانية "أصبت سيفا" أي أخذت سيفا من الغنيمة من الخمس الذي خصص لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية لمسلم في كتاب فضائل سعد "أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف فأخذته .. " الحديث.
(هب لي هذا) السيف "فأبى" في الرواية الثانية "نفلنيه" بتشديد الفاء المكسورة من نفل مشددة مفتوحة ووضحت الرواية الثانية إباء النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "ضعه" أي في مكانه الذي أخذته منه "ثم قام" سعد وأوضحت رواية مسلم في كتاب فضائل الصحابة تردد سعد فقالت "فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: نفلني هذا السيف فأنا من قد علمت حاله. فقال: رده من حيث أخذته فانطلقت حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض" -أي المكان الذي قبضت وجمعت فيه الغنائم- "لامتني نفسي" أي كيف أستجيب بهذه السهولة ولا ألح في طلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "فرجعت إليه فقلت: أعطنيه قال: فشد لي صوته: رده من حيث أخذته" زادت روايتنا الثانية الطلب مرة