(وعليها لحم دجاج) مثلث الدال، الواحدة دجاجة، مثلثة الدال أيضًا، وقيل: إن الضم ضعيف.
(فدخل رجل من بني تيم الله، أحمر، شبيه بالموالي) "أحمر" أي أحمر اللون، والمراد من "الموالي" العجم، قال الحافظ ابن حجر: وهذا الرجل هو زهدم الراوي، أبهم نفسه، ففي ملحق الرواية الثالثة "عن زهدم قال: دخلت على أبي موسى، وهو يأكل لحم الدجاج .... الحديث، وعند البيهقي عند زهدم قال: رأيت أبا موسى يأكل الدجاج فدعاني، فقلت: إني رأيته يأكل نتنًا؟ فقال: ادن فكل فقلت: إني حلفت لا آكله".
(فتلكأ) أي تمنع وتوقف.
(إني رأيته يأكل شيئًا فقذرته) أي إني رأيت جنس هذا الدجاج - وليس المراد المأكول عند أبي موسى نفسه - يأكل شيئًا نتنًا، أو قذرًا، "فقذرته" بكسر الذال وفي رواية "إني رأيتها تأكل قذرًا" وكأنه ظن أنها أكثرت من ذلك، بحيث صارت جلالة، فبين له أبو موسى أنها ليست كذلك، أو أنه لا يلزم من كون تلك الدجاجة التي رآها كذلك أن يكون كل الدجاج كذلك.
(هلم أحدثك عن ذلك) أي عن الطريق في حل اليمين.
(أغفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه) "أغفلنا" بسكون اللام، أي جعلناه غافلاً، ومعناه كنا سبب غفلته عن يمينه، ونسيانه إياها، وما ذكرناه إياها، أي أخذنا منه ما أخذنا، وهو ذاهل عن يمينه.
(وتحللتها) معنى "تحللتها" خرجت من حرمتها، إلى ما يحل منها، وذلك يكون بالكفارة.
(قال: إني - واللَّه - ما نسيتها) رد لقولهم: أفنسيت يا رسول الله؟ أي ما نسيت يميني.
(فليأتها، وليكفر عن يمينه) كذا في الرواية الخامسة، وفي الرواية الأولى تقديم التكفير على الإتيان، وكذا السادسة "فليكفر عن يمينه، وليفعل" أي وليفعل غير ما حلف عليه، وفي الرواية الثامنة "ثم رأى أتقى لله منها، فليأت التقوى" وهي بمعنى "الذي هو خير" وفي الرواية التاسعة "فليأت الذي هو خير، وليترك يمينه" أي وليترك ما حلف عليه، ويكفر عن يمينه. وفي كل الروايات العطف بين الإتيان والتكفير بالواو، وهي لا تقتضي ترتيبًا ولا تعقيبًا، وسيأتي في فقه الحديث حكم تقديم التكفير على الحنث.
(فسأله نفقة في ثمن خادم) أي إعانة مالية يستكمل بها ثمن عبد يخدمه، وفي الرواية الحادية عشرة "يسأله مائة درهم" فيمكن أن تكون قصة واحدة، ويحتمل أن تكونا حادثتين.
(ليس عندي ما أعطيك إلا درعي ومغفري .... ) المغفر زرد ينسج على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة عند الحرب، وفي الرواية الحادية عشرة "تسألني مائة درهم، وأنا ابن حاتم"؟ أي الطائي أي الجواد بن الجواد، الذي يقصد في عظائم الأمور، لا في تافهها؟ فإن كانتا في قصتين فلا